responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 392


غادر ، الى قوله : القيامة : لفظ الخبر النبوىّ . ولا استغمز ، بالزاء المعجمة اى : لا يطلب غمزى ، اى اضعافى وتعجيزى . وروى : بالراء اى : لا استجهل بشدائد المكائد .
191 - ومن كلام له عليه السّلام أيّها النّاس ، لا تستوحشوا فى طريق الهدى لقلَّة أهله ، فإنّ النّاس قد اجتمعوا على مائدة ، شبعها قصير ، وجوعها طويل أيّها النّاس ، إنّما يجمع النّاس الرّضا والسّخط ، وإنّما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمّهم اللَّه بالعذاب لمّا عمّوه بالرّضا ، فقال سبحانه : * ( ( فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ ) ) * [1] فما كان إلَّا أن خارت أرضهم بالخسفة ، خوار السّكَّة المحماة فى الأرض الخوّارة . أيّها النّاس ، من سلك الطَّريق الواضح ورد الماء ، ومن خالف وقع فى التّيه .
اقول : حاصل الفصل ترغيب اصحابه فى البقاء على سلوك طريق الهدى ، وعدم التوحّش فيه لقلة سالكيه ، اذ من العادة ان يستوحش الوحيد فى الطريق ، لعدم الأنيس او لقلَّته . واستعار لفظ المائدة : للدنيا وكنى عن قصر مدّتها : بقصر شبعها . وعن استعقاب الانهماك فيها للعذاب الطويل فى الآخرة : بطول جوعها ، ولفظ الجوع : مستعار للحاجة الطويلة بعد الموت الى المطاعم الحقيقية من الكمالات النفسية ، ويحتمل ان يريد بالجوع : فقد الملذّات البدنيّة بالموت . وقوله : ايّها الناس ، الى قوله : السخط ، اى : انّما يجمع الناس فى عذاب اللَّه رضاهم بالمنكرات ، ومعاصى اللَّه وسخطهم لمحابّه من الاعمال ، وان لم يباشر اكثرهم ذلك ، او انّ سخطهم للمنكرات يكون جامعا لهم فى رحمة اللَّه . ومصداق العذاب للرضا بالمنكر قصّة ثمود فى عموم العذاب لهم بفعل عاقر الناقة فانّ العقوبة عمّتهم لعموم الرضا لهم بفعله . والضمير فى عمّوه : يعود الى الرجل او الى العقر الذى دلّ عليه قوله : عقر . وقوله : فما كان ، الى آخره : تفسير للعذاب النازل .
وخارت : صوتت . والسكة : حديدة الفدّان . والخوارة : الضعيفة . واستعار لفظ الماء : للعلم



[1] سورة الشعراء - 157 .

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 392
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست