responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 372


جبنوا فظعنوا فقال الرجل : بل ظعنوا يا أمير المؤمنين . فقال : بعدا لهم كما بعدت ثمود ، أما لو أشرعت الأسنّة إليهم ، وصبّت السّيوف على هاماتهم لقد ندموا على ما كان منهم ، إنّ الشّيطان اليوم قد استفلَّهم ، وهو غدا متبرّئ منهم ، ومتخلّ عنهم ، فحسبهم بخروجهم من الهدى ، وارتكاسهم فى الضّلال والعمى ، وصدّهم عن الحقّ ، وجماحهم فى التّيه .
أقول : قطنوا : اقاموا . وبعدت : بالكسر هلكت . واشرعت الرمح نحوه : سدّدته .
واستفلَّهم : طلب تفريقهم وهزيمتهم . والارتكاس : الرجوع فى الشيء مقلوبا . واستعار لفظ الجماح : لخروجهم عن فضيلة العدل ، الى طرف الافراط على جهل بمطلوبهم وهو معنى التيه .
183 - ومن خطبة له عليه السّلام روى عن نوف البكالى قال : خطبنا هذه الخطبة بالكوفة أمير المؤمنين عليه السلام وهو قائم على حجارة نصبها له جعدة بن هبيرة المخزومى ، وعليه مدرعة من صوف ، وحمائل سيفه ليف ، وفى رجليه نعلان من ليف ، وكأن جبينه ثفنة بعير . فقال عليه السلام : الحمد للَّه الَّذى إليه مصائر الخلق وعواقب الأمر ، نحمده على عظيم إحسانه ، ونيّر برهانه ، ونوامى فضله وامتنانه ، حمدا يكون لحقّه قضاء ، ولشكره أداء ، وإلى ثوابه مقرّبا ، ولحسن مزيده موجبا . ونستعين به استعانة راج لفضله ، مؤمّل لنفعه ، واثق بدفعه ، معترف له بالطَّول ، مذعن له بالعمل والقول . ونؤمن به إيمان من رجاه موقنا ، وأناب إليه مؤمنا ، وخنع له مذعنا ، وأخلص له موحّدا ، وعظَّمه ممجّدا ، ولاذبه راغبا مجتهدا : لم يولد سبحانه فيكون فى العزّ مشاركا ، ولم يلد فيكون مورثا هالكا ، ولم يتقدّمه وقت ولازمان ، ولم يتعاوره زيادة ولا نقصان ، بل ظهر للعقول بما أرانا من علامات التّدبير المتقن ، والقضاء المبرم .

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 372
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست