responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 308


ما كان اكره له واقدر على تغييره منك فيجب ان يفوّض امره اليه . وصغرى الثاني ، قوله : فانا لم نكن ، الى آخره ، وتقدير كبراه : وكلّ ما كان كذلك فلا ينبغي ان ينظر الى كثرة العدد ويحفل به .
146 - ومن خطبة له عليه السّلام فبعث محمّدا ، صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، بالحقّ ليخرج عباده من عبادة الأوثان إلى عبادته ، ومن طاعة الشّيطان إلى طاعته ، بقرآن قد بيّنه وأحكمه ، ليعلم العباد ربّهم إذ جهلوه ، وليقرّوا به إذ جحدوه ، وليثبتوه بعد إذ أنكروه . فتجلَّى لهم سبحانه فى كتابه من غير أن يكونوا رأوه : بما أراهم من قدرته ، وخوّفهم من سطوته ، وكيف محق من محق بالمثلات ، واحتصد من احتصد بالنّقمات . وإنّه سيأتى عليكم من بعدى زمان ليس فيه شيء أخفى من الحقّ ، ولا أظهر من الباطل ، ولا أكثر من الكذب على اللَّه ورسوله وليس عند أهل ذلك الزّمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلى حقّ تلاوته ، ولا أنفق منه إذا حرّف عن مواضعه ، ولا فى البلاد شيء أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر ، فقد نبذ الكتاب حملته ، وتناساه حفظته ، فالكتاب يومئذ وأهله طريدان منفيّان ، وصاحبان مصطحبان فى طريق واحد لا يؤويهما مؤو فالكتاب وأهله فى ذلك الزّمان في النّاس وليسا فيهم ومعهم ، لأنّ الضّلالة لا توافق الهدى ، وإن اجتمعا فاجتمع القوم على الفرقة وافترقوا عن الجماعة ، كأنّهم أئمّة الكتاب وليس الكتاب إمامهم فلم يبق عندهم منه إلَّا اسمه ، ولا يعرفون إلَّا خطَّه وزبره ومن قبل ما مثّلوا بالصّالحين كلّ مثلة ، وسمّوا صدقهم على اللَّه فرية ، وجعلوا فى الحسنة عقوبة السّيّئة . وإنّما هلك من كان قبلكم بطول آمالهم ، وتغيّب آجالهم ، حتّى نزل بهم الموعود ، الَّذى تردّ عنه المعذرة ، وترفع عنه التّوبة ، وتحلّ معه القارعة والنّقمة . أيّها النّاس ، إنّه من استنصح اللَّه وفّق ، ومن اتّخذ قوله دليلا هدى للَّتى هى أقوم ، فإنّ جار اللَّه آمن ، وعدوّه خائف ، وإنّه لا ينبغي لمن عرف عظمة اللَّه أن يتعظَّم ، فإنّ رفعة

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست