responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 307


145 - ومن كلام له عليه السّلام لعمر بن الخطاب ، وقد استشاره فى غزو الفرس بنفسه إنّ هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا قلَّة ، وهو دين اللَّه الَّذى أظهره ، وجنده الَّذى أعدّه وأمدّه ، حتّى بلغ ما بلغ وطلع حيثما طلع ، ونحن على موعود من اللَّه ، واللَّه منجز وعده ، وناصر جنده . ومكان القيّم بالأمر مكان النّظام من الخرز : يجمعه ويضمّه ، فإذا انقطع النّظام تفرّق الخرز وذهب ثمّ لم يجتمع بحذافيره أبدا . والعرب اليوم وإن كانوا قليلا فهم كثيرون بالإسلام ، عزيزون بالاجتماع ، فكن قطبا ، واستدر الرّحى بالعرب وأصلهم دونك نار الحرب ، فإنّك إن شخصت من هذه الأرض انتقضت عليك العرب من أطرافها وأقطارها ، حتّى يكون ما تدع وراءك من العورات أهمّ إليك ممّا بين يديك . إنّ الأعاجم إن ينظروا إليك غدا يقولوا : هذا أصل العرب فإذا قطعتموه استرحتم ، فيكون ذلك أشدّ لكلبهم عليك ، وطمعهم فيك . فأمّا ما ذكرت من مسير القوم إلى قتال المسلمين فإنّ اللَّه سبحانه هو أكره لمسيرهم منك ، وهو اقدر على تغيير ما يكره ، وأمّا ما ذكرت من عددهم فإنّا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة ، وإنّما كنّا نقاتل بالنّصر والمعونة .
أقول : حتى بلغ ما بلغ اى : من الكثرة والعزّة . وطلع حيث طلع : من آفاق البلاد ، وموعود اللَّه : فى قوله : * ( ( وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا ) ) * الى قوله : * ( ( وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا ) ) * [1] والقيّم بالامر : الامام . وحذافير الشيء : اطرافه جمع حذفار . وقوله : بحذافيره اى : بأسره . واستعار له لفظ القطب ولفظ الرّحى : لامور الاسلام او للحرب . والعورات : مواضع المخالفة على الاسلام وأهله . والكلب : الشّر . وقد كان ذكر له مسير القوم ، وهم : الفرس ، فى وقعة القادسية الى قتال المسلمين وذكر كثرة عددهم ، فأجابه عن هذين الوهمين بضميرين : صغرى الاولى ، قوله : فانّ اللَّه سبحانه ، الى قوله : يكره . وتقدير كبراه : وكل



[1] سورة النور - 55 .

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست