responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 290


الحرام . وكنى بموافقة سرّ الشهادة : لأعلانها عن اخلاصها .
ومنها : فإنّه واللَّه الجّد لا اللَّعب ، والحقّ لا الكذب ، وما هو إلَّا الموت قد أسمع داعيه ، وأعجل حاديه ، فلا يغرّنّك سواد النّاس من نفسك فقد رأيت من كان قبلك ممّن جمع المال ، وحذر الإقلال ، وأمن العواقب ، طول أمل ، واستبعاد أجل ، كيف نزل به الموت فأزعجه عن وطنه ، وأخذه من مأمنه ومحمولا على أعواد المنايا ، يتعاطى به الرّجال الرّجال حملا على المناكب ، وإمساكا بالأنامل ، أما رأيتم الَّذين يؤمّلون بعيدا ، ويبنون مشيدا ، ويجمعون كثيرا ، كيف أصبحت بيوتهم قبورا ، وما جمعوا بورا ، وصارت أموالهم للوارثين ، وأزواجهم لقوم آخرين ، لا فى حسنة يزيدون ، ولا من سيّئة يستعتبون فمن أشعر التّقوى قلبه برّز مهله ، وفاز عمله ، فاهتبلوا هبلها ، واعملوا للجنّة عملها ، فإنّ الدّنيا لم تخلق لكم دار مقام ، بل خلقت لكم مجازا لتزوّدوا منها الاعمال إلى دار القرار ، فكونوا منها على أوفاز ، وقرّبوا الظَّهور للزّيال .
أقول : الضمير فى انّه للشأن ، ويحتمل أن يعود الى المعنى بالتحذير منه والانذار به ، وهو : الموت ، ولذلك فسّره به ، فقال : وما هو الَّا الموت . واسمع واعجل : فى محل النصب على الحال من معنى الاشارة . وقوله : فلا يغرّنك سواد الناس من نفسك ، اى : فلا يغرّنك رؤيتك لكثرة الناس والوسوسة من نفسك بذلك عن ملاحظة الموت ونزوله ، اذ كثير ما يرى الانسان الميت محمولا فيدركه رقّة وروعة ثم يعاوده الوسواس الخنّاس ويأمره باعتبار كثرة المشيعين له من الناس فيأنس اليهم ويسكن الى الدنيا بعداده فيهم . وممن جمع : بدل ممن كان ، وطول أمل : نصب على المفعول له . والبور : الهلاك . ولا من سيئة يستعتبون ، اى : لا يطلب منهم العتبى وهى : الرجوع عن السيئة لعدم امكان ذلك منهم ، واستعار لفظ الاشعار : لاتّخاذ التقوى كالشعار فى ملازمتها للقلب . والشعار : ما يلي الجسد من الثياب . واهتبلوا هبلها : اى اهتمّوا لها اهتمامها الذى ينبغي . والضمير : للتقوى . والاوفاز : جمع وفز بالتحريك والسكون ، وهو : العجلة . وقوله : وقرّبوا ، الى

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 290
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست