responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 269


عليه وآله وسلَّم . شهادتين تصعدان القول ، وترفعان العمل : لا يخفّ ميزان توضعان فيه ، ولا يثقل ميزان ترفعان عنه . أوصيكم عباد اللَّه بتقوى اللَّه الَّتى هى الزّاد ، وبها المعاد ، زاد مبلَّغ ، ومعاد منجح ، دعا إليها أسمع داع ، ووعاها خير واع ، فأسمع داعيها ، وفاز واعيها . عباد اللَّه ، إنّ تقوى اللَّه حمت أولياء اللَّه محارمه ، وألزمت قلوبهم مخافته حتّى أسهرت لياليهم ، وأظمأت هواجرهم ، فأخذوا الرّاحة بالنّصب والرّىّ بالظَّمأ ، واستقربوا الأجل ، فبادروا العمل ، وكذّبوا الأمل ، فلا حظوا الأجل . ثمّ إنّ الدّنيا دار فناء وعناء ، وغير وعبر : فمن الفناء أنّ الدّهر موتّر قوسه ، لا تخطىء سهامه ، ولا تؤسى جراحه ، يرمى الحىّ بالموت والصّحيح بالسّقم ، والنّاجى بالعطب ، آكل لا يشبع ، وشارب لا ينقع ومن العناء أنّ المرء يجمع مالا يأكل ، ويبنى مالا يسكن ، ثمّ يخرج إلى اللَّه لا مالا حمل ، ولا بناء نقل ، ومن غيرها أنّك ترى المرحوم مغبوطا ، والمغبوط مرحوما ، ليس ذلك إلَّا نعيما زلّ ، وبؤسا نزل ، ومن عبرها أنّ المرء يشرف على أمله ، فيقطعه حضور أجله ، فلا أمل يدرك ، ولا مؤمّل يترك فسبحان اللَّه ما أغرّ سرورها ، وأظمأريّها ، وأضحى فيئها ، لا جاء يردّ ، ولا ماض يرتدّ فسبحان اللَّه ما أقرب الحىّ من الميّت للحاقه به ، وأبعد الميّت من الحىّ لانقطاعه عنه . إنّه ليس شيء بشرّ من الشّرّ إلَّا عقابه ، وليس شيء بخير من الخير إلَّا ثوابه وكلّ شيء من الدّنيا سماعه أعظم من عيانه ، وكلّ شيء من الآخرة عيانه أعظم من سماعه ، فليكفكم من العيان السّماع ، ومن الغيب الخبر ، واعلموا أنّ ما نقص من الدّنيا وزاد فى الآخرة خير ممّا نقص من الآخرة وزاد فى الدّنيا ، فكم من منقوص رابح ومزيد خاسر . إنّ الَّذى أمرتم به أوسع من الَّذى نهيتم عنه ، وما أحلّ لكم أكثر ممّا حرّم عليكم ، فذروا ما قلّ لما كثر . وما ضاق لما اتّسع ، قد تكفّل لكم بالرّزق ، وأمرتم بالعمل ، فلا يكوننّ المضمون لكم طلبه أولى بكم من المفروض عليكم عمله ، مع أنّه ، واللَّه ، لقد اعترض الشّكّ ودخل اليقين ، حتّى كأنّ الَّذى ضمن لكم قد فرض عليكم ، وكأنّ الَّذى فرض عليكم قد وضع عنكم فبادروا العمل ، وخافوا بغتة الأجل ، فانّه لا يرجى من رجعة العمر ما يرجى من رجعة الرّزق ، ما فات من الرّزق رجى غدا زيادته ، وما فات أمس من العمر لم يرج اليوم رجعته . الرّجاء مع الجائى ، واليأس مع الماضى ( فَ * ( اتَّقُوا الله حَقَّ تُقاتِه ولا تَمُوتُنَّ إِلَّا

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست