responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 264


البصائر لرياض الربيع . وشفاء للصدور : من امراض الجهل . والحجّة على العالم اعظم : لانّ العالمين ليس لهم ان يقولوا يوم القيامة * ( ( وإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ ) ) * [1] . والحسرة له الزم : لعلمه بما يفوته من الكمال بسبب التفريط ، بخلاف الجاهل لجهله بما يفوته من ذلك ، وهو عند اللَّه ألوم : باعتبار انقطاع عذره يومئذ ، وقوّته : جرأته على المخالفة عن علم [2] .
108 - ومن خطبة له عليه السّلام أمّا بعد ، فإنّى أحذّركم الدّنيا فإنّها حلوة خضرة ، حفّت بالشّهوات ، وتحبّبت بالعاجلة ، وراقت بالقليل ، وتحلَّت بالآمال ، وتزيّنت بالغرور ، لاتدوم حبرتها ، ولا تؤمن فجعتها ، غرّارة ضرّارة ، حائلة زائلة ، نافدة بائدة ، أكَّالة غوّالة ، لا تعدو إذا تناهت إلى أمنيّة أهل الرّغبة فيها ، والرّضاء بها ، أن تكون كما قال اللَّه سبحانه وتعالى : * ( ( واضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناه مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِه ، نَباتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوه الرِّياحُ و ) ) * [3] لم يكن امرؤ منها فى حبرة إلَّا أعقبتها عبرة ، ولم يلق فى سرّائها بطنا ، إلَّا منحته من ضرّائها ظهرا ، ولم تطلَّه فيها ديمة رخاء ، إلَّا هتنت عليه مزنة بلاء ، وحرىّ ، إذا أصبحت له منتصرة ، أن تمسى له متنكَّرة وإن جانب منها اعذوذب ، واحلولى أمرّ منها جانب فأوبى ، لا ينال امرؤ من غضارتها رغبا ، إلَّا أرهقته من نوائبها تعبا ، ولا يمسى منها فى جناح أمن إلَّا أصبح على قوادم خوف ، غرّارة غرور ما فيها فانية ، فان من عليها لا خير فى شيء من أزوادها إلَّا التّقوى ، من أقلّ منها استكثر ممّا يؤمنه ، ومن استكثر منها استكثر ممّا يوبقه ، وزال عمّا قليل عنه ، كم من واثق بها فجعته ، وذى طمأنينة قد صرعته ، وذى أبّهة قد جعلته حقيرا ، وذى نخوة قدردّته ذليلا سلطانها دول ، وعيشها رنق ، وعذبها أجاج ، وحلوها صبر ، وغذاؤها سمام ، وأسبابها رمام ، حيّها بعرض موت ، وصحيحها بعرض سقم ، ملكها مسلوب ، وعزيزها مغلوب ، وموفورها منكوب وجارها محروب ، ألستم فى مساكن من كان قبلكم أطول أعمارا ، وأبقى آثارا ، وأبعد آمالا ،



[1] سورة الاعراف - 172 .
[2] كلمة : يومئذ الى اخرها لم تكن في ش
[3] سورة الكهف - 45 .

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست