responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 245


اقول : الفصل اقتصاص لبعض أهوال يوم القيامة ، ونقاش الحساب : الاستقصاء فيه . والجمهم العرق : بلغ منهم الافواه ، وهو كناية : عن غاية الشدّة . منها : فتن كقطع اللَّيل المظلم ، لا تقوم لها قائمة ، ولا تردّ لها راية ، تأتيكم مزمومة مرحولة : يحفزها قائدها ، ويجهدها راكبها ، أهلها قوم شديد كلبهم ، قليل سلبهم ، يجاهدهم فى سبيل اللَّه قوم أذلَّة عند المتكبّرين ، فى الأرض مجهولون ، وفى السّماء معروفون ، فويل لك يا بصرة عند ذلك ، من جيش من نقم اللَّه لا رهج له ، ولا حسّ ، وسيبتلى أهلك بالموت الأحمر ، والجوع الأغبر .
اقول : انذر فى هذا الفصل بما سيقع بعده من الفتن وخص فتنة صاحب الزنج بالبصرة . وشبهها بقطع الليل المظلم فى كونها لا يهتدى فيها لوجه الخلاص منها . وكنى : بكونها لا يقوم لها قائمة الى قوله : راية عن شدّتها ، واراد بقائدها : منشيها ، وبراكبها : اعوانه فيها استعارة . وكذلك حفزها وهو : سوقها ، وجهدها سرعتهم فيها : استعارة اوصاف الناقة المركوبة لغاية اشتد طلبها فى الفتن ، واهلها : الزنج وكلبهم : شرّهم . وقليل سلبهم : اذ لم يكونوا اهل حرب وعدّة وخيل . ووصف مقاتليهم بأوصاف المتّقين ويحتمل ان يريد بمجاهدتهم فى اللَّه اخلاص همّهم فى دفعهم وهلاكهم ، وظاهر انّه لم يكن للريح رهج وهو : الغبار ولا حسّ اذ لم يكن له خيل ولا قعقعة لجم ، وظاهره انّهم من نقم اللَّه للعصاة وان عمّت الفتنة اذ قلَّما يخص الفتنة بقوم كما قال تعالى : * ( ( واتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) ) * [1] والموت الأحمر كناية : عن القتل بالسيف ، وقيل : ذلك اشارة الى الطَّاعون . ووصف الجوع بالأغبر : لانّ اشدّ الجوع ما اغبّر معه الوجه وغيّر السحنة وقيل : لانّه يلصق صاحبة بالغبراء وواقعة الزنج مشهورة .



[1] سورة الانفال - 25 .

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست