نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 1 صفحه : 165
على نفسى بالكفر لقد ضللت إذا وما أنا من المهتدين فأوبوا شرّ مآب ، وارجعوا على أثر الأعقاب ، أمّا إنّكم ستلقون بعدى ذلَّا شاملا وسيفا قاطعا وأثرة يتّخذها الظَّالمون فيكم سنّة . ( قال الشريف : قوله عليه السّلام « ولا بقى منكم آبر » يروى بالباء والراء من قولهم للذى يأبر النخل - أي : يصلحه - ويروى « آثر » وهو الذى يأثر الحديث ، أي : يرويه ويحكيه ، وهو أصح الوجوه عندى ، كأنه عليه السّلام قال : لا بقى منكم مخبر . ويروى « آبز » - بالزاى المعجمه - وهو الواثب ، والهالك ايضا يقال له آبز ) أقول : السّبب انّه لما كتب عهد الصلح بينه وبين اهل الشام ، اعتزلت الخوارج وتنادوا من كل جانب لا حكم الَّا للَّه . الحكم للَّه يا علي لا لك انّ اللَّه قد أمضى حكمه في معاوية واصحابه ان يدخلوا تحت حكمنا ، وقد كنا زللنا وأخطأنا حين رضينا بالتحكيم ، وقد بان زللنا [1] وخطأنا ورجعنا الى اللَّه وتبنا ، فارجع انت كما رجعنا وتب اليه كما تبنا . وقال بعضهم : انّك أخطأت فاشهد على نفسك بالكفر ثم تب منه حتى نطيعك . فأجابهم عليه السّلام بهذا الكلام . والحاصب : ريح ترمى بالحصباء ، وهى صغار الحصى . ودعاؤه عليه السّلام ظاهر . والاثرة : الاستبداد ، والَّذى لقوه من الذّل ، والقتل على يده ، ويد من بعده كالمهلب وأولاده ، والحجّاج وغيرهم . واستبداد الولاة بعده بمال المسلمين يصدّق ما اخبرهم به عليه السّلام . 58 - وقال عليه السّلام لما عزم على حرب الخوارج وقيل له : إنهم قد عبروا جسر النهروان مصارعهم دون النّطفة ، واللَّه لا يفلت منهم عشرة ، ولا يهلك منكم عشرة .