responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 159


51 - ومن كلام له عليه السّلام يجرى مجرى الخطبة وقد تقدّم مختارها برواية ونذكرها هنا برواية اخرى لتغاير الروايتين ألا وإنّ الدّنيا قد تصرّمت وآذنت بوداع ، وتنكَّر معروفها ، وأدبرت حذّاء فهى تحفز بالفناء سكَّانها ، وتحدو بالموت جيرانها ، وقد أمرّ منها ما كان حلوا ، وكدر منها ما كان صفوا ، فلم يبق منها إلَّا سملة كسملة الإداوة ، أو جرعة كجرعة المقلة ، لو تمزّزها الصّديان لم ينقع ، فأزمعوا عباد اللَّه الرّحيل عن هذه الدّار المقدور على أهلها الزّوال ، ولا يغلبنّكم فيها الأمل ولا يطولنّ عليكم الأمد ، فو اللَّه لو حننتم حنين الولَّة العجال ، ودعوتم بهديل الحمام ، وجأرتم جؤار متبتّل الرّهبان ، وخرجتم إلى اللَّه من الأموال والأولاد ، التماس القربة إليه في ارتفاع درجة عنده ، أو غفران سيّئة أحصتها كتبه ، وحفظها رسله ، لكان قليلا فيما أرجو لكم من ثوابه ، وأخاف عليكم من عقابه . واللَّه لو انماثت قلوبكم انمياثا ، وسالت عيونكم ، من رغبة إليه أو رهبة منه دما ، ثمّ عمّرتم في الدّنيا ما الدّنيا باقية ، ما جزت أعمالكم ، ولو لم تبقوا شيئا من جهدكم ، أنعمه عليكم العظام وهداه إيّاكم للإيمان .
اقول : آذنت : اعلمت . وتنكَّر معروفها : تغيّر ما يأنس به كلّ احد [1] منها ويعرفه وتبدّله وقتا فوقتا وحالا فحالا من صحة او جاه او مال ونحوه . وحذاء : خفيفة مسرعة لا يدركها احد ، واستعار لفظ الحفز وهو : السوق الحثيث ووصف الحذاء لها باعتبار سوقها لاهلها الى غايتهم منها وهو الموت ، ومصاحبتها لهم كالسائق والحادى . ومرارة ما كان حلوا منها وتكدير ما كان صفوا بالقياس الى كلّ شخص من أهلها كالصحّة بالسقم ، واللَّذّة بالألم . والسملة بفتح الميم : البقية من الماء في الاناء . والمقلة بفتح الميم وسكون القاف : حصاة يقسّم بها الماء عند قلَّته يعرف بها مقدار ما يسقى كل شخص .
والتّمزّز : تمصّص الماء قليلا قليلا . والصديّان : العطشان . ونقع ينقع : سكن عطشه : وقد شبّه بقيّتها ببقيّة الماء في الاناء ، ونبّه على وجه الشبه بقوله : لو تمزّزها الصديّان لم ينقع ،



[1] في ش : واحد .

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست