responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 157


عادته او تربيته ، كالمعطَّلة ، وعبدة الاصنام ، فاذا راجع قلبه او نبّه عليه عاد معترفا بوجوده .
وروى انّ زنديقا دخل على الصّادق عليه السّلام فسأله عن دليل اثبات الصّانع فأعرض عليه السّلام عنه ، ثمّ التفت إليه وسأله من أين اقبلت وما قصّتك فقال الزنديق : انّى كنت مسافرا في البحر فعصفت علينا الريح وتلعّبت بنا الامواج فانكسرت سفينتنا فتعلَّقت بساحة منها ، ولم يزل الموج تقلَّبها حتى قذفت بى الى الساحل فنجوت عليها ، فقال له عليه السّلام : أرأيت الَّذى كان قلبك اذا انكسرت السفينة وتلاطمت عليكم الامواج فزعا اليه مخلصا له في التضرّع طالبا منه النجاة فهو إلهك ، فاعترف الزنديق بذلك ، وحسن اعتقاده وذلك من قوله تعالى : * ( ( وإِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ) ) * [1] الآية . وباللَّه التوفيق .
49 - ومن خطبة له عليه السّلام إنّما بدؤ وقوع الفتن أهواء تتّبع ، وأحكام تبتدع ، يخالف فيها كتاب اللَّه ، ويتولَّى عليها رجال رجالا على غير دين اللَّه ، فلو أنّ الباطل خلص من مزاج الحقّ لم يخف على المرتادين ، ولو أنّ الحقّ خلص من لبس الباطل انقطعت عنه ألسن المعاندين ، ولكن يؤخذ من هذا ضغث ، ومن هذا ضغث فيمزجان فهنالك يستولى الشّيطان على أوليائه ، وينجو الَّذين سبقت لهم من اللَّه الحسنى .
اقول : لما كان نظام العالم انّما هو بوجود الشرائع والسنن الالهية ، وكانت هى مبادئ نظامه لزم فيما خالفها من الآراء المبتدعة والاهواء المتّبعة ان يكون اسبابا لحراب العالم ، ومبدءا للفتن كآراء البغاة والخوارج . وقوله : فلو ، الى آخر قوله : المرتادين : اشارة الى سبب اتّباع الناس للآراء الفاسدة وهو امتزاج الباطل بالحق ، فانّ المقدّمات اذا كانت كلها باطلة تبيّن فساد الحجة بأدنى سعي ، ولم يخف على الطالبين فسادها ، ولو انّ الحق ، الى قوله : المعاندين : وذلك لوضوح الحق حينئذ . والضغث : القيضة



[1] سورة الاسراء - 67 .

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست