نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 1 صفحه : 137
النّسب تذكيرا بالرّحم وكونه ابن خاله لانّ صفيّة امّ الزبير اخت ابى طالب وبنت عبد المطَّلب . وقوله : فما عدا ممّا بدا ، : مثل يضرب لمن يفعل فعلا باختياره ثم يرجع عنه وينكره ، والمعنى : فما جاوزتك عن بيعتى ممّا بدا لك وظهره من الأمور . وقيل : المعنى : فما صرفك ومنعك عن ما كان بدامنك من اظهار طاعتى وبيعتى . 31 - ومن خطبة له عليه السّلام أيّها النّاس ، إنّا قد أصبحنا في دهر عنود ، وزمن كنود يعدّ فيه المحسن مسيئا ، ويزداد الظَّالم عتوّا ، لا ننتفع بما علمنا ، ولانسأل عمّا جهلنا ، ولا نتخوّف قارعة حتّى تحلّ بنا فالنّاس على أربعة أصناف : منهم من لا يمنعهم الفساد إلَّا مهانة نفسه ، وكلالة حدّه ، ونضيض وفره ، ومنهم المصلت لسيفه ، والمعلن بشرّه ، والمجلب بخيله ورجله ، قد أشرط نفسه ، وأوبق دينه ، لحطام ينتهزه ، أو مقنب يقوده ، أو منبر يفرعه . ولبئس المتجر أن ترى الدّنيا لنفسك ثمنا ، وممّا لك عند اللَّه عوضا ، ومنهم من يطلب الدّنيا بعمل الآخرة ، ولا يطلب الآخرة بعمل الدّنيا : قد طامن من شخصه ، وقارب من خطوه ، وشمّر من ثوبه ، وزخرف من نفسه للأمانة ، واتّخذ ستر اللَّه ذريعة إلى المعصية ، ومنهم من أبعده عن طلب الملك ضؤولة نفسه ، وانقطاع سببه ، فقصرته الحال على حاله ، فتحلَّى باسم القناعة ، وتزيّن بلباس أهل الزّهادة ، وليس من ذلك في مراح ولا مغدى . وبقى رجال غضّ أبصارهم ذكر المرجع ، وأراق دموعهم خوف المحشر ، فهم بين شريد ناد ، وخائف مقموع ، وساكت مكعوم ، وداع مخلص ، وثكلان موجع . قد أخملتهم التّقيّة ، وشملتهم الذّلَّة ، فهم في بحر أجاج ، أفواههم ضامزة ، وقلوبهم قرحة . وقد وعظوا حتّى ملوّا ، وقهروا حتّى ذلَّوا ، وقتلوا حتّى قلوّا . فلتكن الدّنيا في أعينكم أصغر من حثالة القرظ وقراضة الجلم ، واتّعظوا بمن كان قبلكم ، قبل أن يتّعظ بكم من بعد كم ، وارفضوها ذميمة : فإنّها رفضت من كان أشغف بها منكم . قال السيّد رضى اللَّه عنه : وهذه الخطبة ربما نسبها من لا علم له إلى معاوية ، وهى من كلام أمير المؤمنين عليه السّلام الَّذى لا يشكّ فيه ، وأين الذهب من الرّغام ، والعذب
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 1 صفحه : 137