وما روي من أن النبي صلَّى اللَّه عليه وآله لم يبيّت العدوّ لا ينافي ما ذكرنا من جواز الإغارة على العدو وهم غارّون لأنّ التبييت هو الهجوم ليلا ، وما نقل من عمل النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسراياه كان صباحا . روي في الكافي والتهذيب عن عباد بن صهيب قال : سمعت أبا عبد اللَّه عليه السلام يقول : ما بيّت رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله عدوّا [ ليلا - يب ] [1] حيث فسّر التبييت في الرواية كما هو مفسّر في اللغة . وما نقل من عمل النبي صلَّى اللَّه عليه وآله في بني المصطلق نصّه : وقد أغار النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وهم غارّون [2] يعني غافلون وليس فيه أنه كان بالليل . نعم روى العلَّامة ( رحمه اللَّه تعالى ) في المنتهى قال : روى الجمهور أن النبي صلَّى اللَّه عليه وآله شنّ الغارة على بني المصطلق ليلا [3] . وفي الاعتبار للحازمي : أباح رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله تبييت المشركين [4] . ولكن الذي عثرنا من لفظ النص هو ما تقدّم وليس فيه كلمة ( ليلا ) . وقد روي كثيرا أن النبي صلَّى اللَّه عليه وآله كان
[1] جامع الأحاديث : ج 13 / 142 - 143 والمنتهى : ج 2 / 909 والبحار : ج 19 / 178 . [2] مرّ مصادر الحديث . [3] المصدر : ج 2 / 909 . [4] المصدر : ج 7 / 211 والمبسوط ج 2 / 13 .