بوضع لوح منه في محل الأسنان الساقطة [1] واتخذوا أنوفاً من ذهب لتغطية الأنف المقطوع ، كالذي روي عن عرفجة بن أسعد [2] من أنه اتخذ أنفاً من ذهب [3] . وكان قد أصيب أنفه يوم الطلاب في الجاهلية » انتهى . ولعل هذه القضية من الأمور المسلمة تاريخياً كما يعلم من مراجعة كتب الحديث والتاريخ [4] . . وإن كان البعض يرى : أن ذلك لا يرتبط بالطب ، وإنما بفن الصياغة . . ولكنه على أي حال يعبر عن تطور ما في توجهات الناس آنئذ حتى ليفكرون بتغطية بعض العيوب بطرق ، ووسائل كهذه . . وقد عرف الجاهليون الطب البيطري أيضاً ، فكانوا يعالجون الحيوان بالكي بالنار ، وجب سنام الإبل ، إذا أصيب بالدبرة ، وقد كان العاص بن وائل بيطاراً كما يقولون [5] . وكانوا ينقون رحم الفرس أو الناقة من النطف ، ويخرجون الولد من بطن الفرس ، أو الناقة ، ويعبَّر عن ذلك بلفظ « مسي » [6] . وأما عن الأمراض التي كانوا يعرفونها ، والنباتات التي كانوا يستعملونها ،
[1] المعارف لابن قتيبة : ص 82 ونزيد نحن : مسند أحمد ج 1 ص 73 والتراتيب الإدارية ج 2 ص 65 و 69 عن الترمذي وسنن أبي داوود . [2] أو الضحاك بن عرفجة أو طرفة بن عرفجة ، كما يظهر من مراجعة المصادر الآتية . [3] بأمر من النبي ( صلى الله عليه وآله ) . [4] مسند أحمد ج 5 ص 23 . وسنن أبي داوود ج 4 ص 92 وسنن الترمذي ج 4 ص 240 ، وسنن النسائي ج 8 ص 164 وطبقات ابن سعد ج 7 ص 30 ، والعقد الفريد ج 6 ص 354 ، والإصابة ج 2 ص 223 و ج 3 ص 207 و 474 عن ابن مندة والتراتيب الإدارية ج 2 ص 65 . [5] المعارف لابن قتيبة ص 250 ، وتاريخ التمدن الإسلامي المجلد الثاني ص 24 والمفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج 8 ص 417 . [6] المفصل في تاريخ العرب ج 8 ص 417 عن تاج العروس 342 .