responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإحكام في أصول الأحكام نویسنده : الآمدي، أبو الحسن    جلد : 2  صفحه : 12


المجازية . ولهذا ، فإن من أخبر بلفظ مشترك ، وأراد به بعض مدلولاته دون البعض ، كما لو قال رأيت عينا وأراد به العين الجارية دون الباصرة ، وبالعكس فإنه لا يعد كاذبا . وكذلك من أخبر بلفظ هو حقيقة في شئ ومجاز في شئ ، وأراد جهة المجاز دون الحقيقة ، فإنه لا يعد كاذبا ، وذلك كما لو قال رأيت أسدا وأراد به المحمل المجازي دون الحقيقي ، وهو الانسان .
وعن الوجه الثاني أنه لا يلزم من انقسام . الاعتقاد إلى علم وجهل مركب ، وحالة متوسطة ليست علما ولا جهلا مركبا ، انقسام الخبر إلى صدق وكذب ، وما ليس بصدق ولا كذب ، إذ هو قياس تمثيلي من غير جامع . ولو كان ذلك كافيا ، لوجب أن يقال إنه أيضا يلزم من ذلك أن يكون بين النفي والاثبات واسطة ، وهو محال .
وبالجملة ، فالنزاع في هذه المسألة لفظي حيث إن أحد الخصمين يطلق اسم الصدق والكذب على ما لا يطلقه الآخر إلا بشرط زائد .
القسمة الثانية :
إن الخبر ينقسم إلى ما يعلم صدقه ، وإلى ما يعلم كذبه ، وإلى ما يعلم صدقه ولا كذبه .
فأما ما يعلم صدقه فمنه ما يعلم صدقه بمجرد الخبر ، كخبر التواتر ومنه ما يعلم صدقه لا بنفس الخبر ، بل بدليل يدل على كونه صادقا ، كخبر الله ، وخبر الرسول ، فيما يخبر به عن الله تعالى ، وخبر أهل الاجماع ، وخبر من أخبر الله تعالى عنه أو رسوله أو أهل الاجماع أنه صادق ، وخبر من وافق خبره خبر الصادق أو دليل العقل وأما ما وراء ذلك مما ادعي أنه معلوم الصدق ففيه اختلاف وتفصيل يأتي ذكره في أخبار الآحاد .
وأما ما يعلم كذبه ، فما كان مخالفا لضرورة العقل أو النظر أو الحس أو أخبار التواتر أو النص القاطع أو الاجماع القاطع أو ما صرح الجمع الذين لا يتصور تواطؤهم على الكذب بتكذيبه ومن ذلك ، قول من لم يكذب قط فيما أخبر به أنا كاذب فخبره ذلك ، كاذب ، لان المخبر عنه ليس هو نفس هذا الخبر ، لان الخبر يجب أن يكون غير المخبر عنه ، ولا ما لم يوجد من أخباره ، فإنها لا توصف بصدق ولا كذب فلم يبق غير الاخبار السالفة . وقد كان صادقا فيها ، فخبره عنها بأنه كاذب فيها يكون

نام کتاب : الإحكام في أصول الأحكام نویسنده : الآمدي، أبو الحسن    جلد : 2  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست