responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1674

الميل:

[في الانكليزية]Inclination ،tendency ،disposition

[في الفرنسية]Inclination tendance ،disposition

بالفتح و السكون عند الحكماء هو الذي تسميه المتكلّمون اعتمادا. و عرّفه الشيخ بأنّه ما يوجب للجسم المدافعة لا يمنعه الحركة إلى جهة من الجهات. فعلى هذا هو علّة للمدافعة.

و قيل هو نفس المدافعة المذكورة، فعلى هذا هو من الكيفيات الملموسة. و قد اختلف في وجوده المتكلّمون فنفاه الأستاذ أبو إسحاق الأسفرايني و أتباعه و أثبته المعتزلة و كثير من أصحابنا كالقاضي بالضرورة، و منعه مكابرة للحسّ، فإنّ من حمل حجرا ثقيلا أحسّ منه ميلا إلى جهة السفل، و من وضع يده على زقّ منفوخ فيه تحت الماء أحسّ ميله إلى جهة العلوّ، و هذا إذا فسّر الميل بالمدافعة. و أمّا على التفسير الأول فلأنّه لو لا ذلك الأمر الموجب لم يختلف في السرعة و البطء الحجران المرميان من يد واحدة في مسافة بقوة واحدة إذا اختلف الحجران في الصغر و الكبر إذ ليس فيهما مدافعة إلى خلاف جهة الحركة و لا مبدأها على ذلك التقدير فيجب أن لا يختلف حركتاهما أصلا لأنّ هذا الاختلاف لا يكون باعتبار الفاعل لأنّه متّحد فرضا، و لا باعتبار معاوق خارجي في المسافة لاتحادها فرضا، و لا باعتبار معاوق داخلي إذ ليس فيهما مدافعة، و لا مبدأها و لا معاوقا داخليا غيرهما، فوجب تساويهما في السرعة و البطء. و أجاب عنه الامام الرازي بأنّ الطبيعة مقاومة للحركة القسرية. و لا شكّ أنّ طبيعة الأكبر أقوى لأنّها قوة سارية في الجسم منقسمة بانقسامه، فلذلك كانت حركته أبطأ فلم يلزم مما ذكر أن يكون للمدافعة مبدأ مغاير الطبيعة حتى يسمّى بالميل و الاعتماد. و أمّا تسميتها بهما فبعيدة جدا. و اعلم أنّ المدافعة غير الحركة لأنّها توجد عند السكون فإنّا نجد في الحجر المسكن في الهواء قسرا مدافعة نازلة و في الزّقّ المنفوخ فيه المسكن في الماء قسرا مدافعة صاعدة.

التقسيم:

الحكيم يقسم الميل إلى طبعي و قسري و نفساني، لأنّ الميل إمّا أن يكون بسبب خارج عن المحل أي بسبب ممتاز عن محل الميل في الوضع و الإشارة و هو الميل القسري كميل الحجر المرمي إلى فوق، أو لا يكون بسبب خارج، فإمّا مقرون بالشعور و صادر عن الإرادة و هو الميل النفساني كميل الإنسان في حركته الإرادية أو لا، و هو الميل الطبعي كميل الحجر بطبعه إلى السفل. فالميل الصادر عن النفس الناطقة في بدنها عند القائل بتجرّدها نفساني لا قسري لأنّها ليست خارجة عن البدن ممتازة عنه في الإشارة الحسّية. و الميل المقارن للشعور إذا لم يكن صادرا عن الإرادة لا يكون نفسانيا كما إذا سقط الإنسان عن السطح. أمّا الميل الطبعي فأثبتوا له حكمين الأول أنّ العادم للميل الطبعي لا يتحرّك بالطبع و لا بالقسر و الإرادة، و الثاني أنّ الميل الطبعي إلى جهة واحدة فإنّ الحجر المرمي إلى أسفل يكون أسرع نزولا من الذي ينزل بنفسه، و يجوز أن يقال إنّ الطبيعة وحدها تحدث مرتبة من مراتب الميل، و كذلك القاسر، فلما اجتمعا أحدثا مرتبة أشدّ مما يقتضيه كلّ واحد منهما على حدة فلا يكون هناك الأصل واحدا مستندا إلى الطبيعة و القاسر معا. و هل يجتمعان إلى جهتين؟ فالحقّ أنّه إن أريد به المدافعة نفسها فلا يجتمعان لامتناع المدافعة إلى جهتين في حالة بالضرورة، و إن أريد به مبدأها فيجوز اجتماعهما، فإنّ الحجرين المرميين إلى فوق بقوة واحدة إذا اختلفا صغرا و كبرا تفاوتا في الحركة و فيهما مبدأ المدافعة قطعا، فلولاه لما تفاوتا. و بالجملة فالميل الطبعي على هذا أعمّ سواء اقتضته الطبيعة على‌

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1674
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست