responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1589

أفراده، بل يحتاج فيه إلى معرفة أخرى. ثم الظاهر أنّ الاسم في المعهود الخارجي له وضع آخر بإزاء خصوصية كلّ معهود. و مثله يسمّى وضعا عاما، و لا حاجة إلى ذلك في العهد الذهني و الاستغراق، و التعريف الجنسي إذا جعل أسماء الأجناس موضوعة للماهيات من حيث هي. هذا خلاصة ما قال عضد الملّة في الفوائد الغياثية، فهذا صريح في أنّ لام الحقيقة و لام الطبيعة بمعنى واحد، و هو قسم من لام الجنس مقابل للعهد الذهني و الاستغراق، و المفهوم من المطول و الإيضاح أنّ لام الجنس و لام الحقيقة بمعنى واحد كذا في الأطول.

فائدة:

قولهم لام الجنس تشير إلى نفس الحقيقة معناه أنّ لام الجنس تشير إلى مطلق المفهوم أي مفهوم المسمّى، سواء كان حقيقيا أو مجازيا، فإنّها كما تدخل على الحقيقة تدخل على المجاز أيضا، كقولك الأسد الذي يرمي خير من الأسد المفترس، و سواء اقتصر الحكم على المفهوم أو أفضي صرفه إلى الفرد، و ليس معناه أنّها تشير إلى نفس المفهوم من غير زيادة كما توهّم، و إلّا لم يصح جعل العهد الذهني و الاستغراق داخلين تحته. و قد تكون الإشارة إلى نفس الحقيقة لدعوى اتحاده مع شي‌ء، و جعل منه قوله تعالى‌ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ‌ [1] و هو الذي قصده جار اللّه حيث قال: إنّ معنى التعريف في «المفلحون» الدلالة على أن المتقين هم الذين إن حصلت صفة المفلحين و تحقّقوا بما هم فيه و تصوّروا بصورتهم الحقيقية فهم هم لا يعدون تلك الحقيقة، كما تقول لصاحبك هل عرفت الأسد و ما جبل إليه من فرط الإقدام أنّ زيدا هو هو. و قد يشار بها إلى تعيين الجنس من حيث انتسابه إلى المسند إليه فيرجع التعيين إلى الانتساب كما في بيت حسّان و والدك العبد أي المعروف بالعبودية، فظهر أنّ تعريف الجنس ليس تعريفا لفظيا لا يحكم به إلّا بضبط أحكام اللفظ من غير حظّ المعنى فيه، كما قال بعض محقّقي النحاة، كلّ لام تعريف سوى لام العهد لا معنى للتعريف فيها، فإنّ الناظرين في المعاني لهم شرب آخر و لا يعتبرون التعريف اللفظي، و لذلك تراهم طووا ذكر علم الجنس بأقسامه في مقام التعرض للعلم و أحكامه؛ فلام الجنس تشير إلى نفس الحقيقة باعتبار حضورها و تعيّنها و عهديتها في الذهن. و لذا قال السّكّاكي لا بدّ في تعريف الجنس من تنزيله منزلة المعهود بوجه من الوجوه الخطابية إمّا لكون ذلك الشي‌ء محتاجا إليه على طريق التحقيق أو على طريق التحكّم، فهو لذلك حاضر في الذهن، أو لأنّه عظيم الخطر معقود به الهمم لذلك على أحد الطريقين، أو لأنّه لا يغيب عن الجنس على أحد الطريقين، و إمّا لأنّه جار على الألسن كثير الدور في الكلام على أحد الطريقين، فإن قلت لم لم يجعل علم الجنس موضوعا بجوهره لما وضع له المعرّف بلام الجنس؟ قلت: لأنّ اعتبار التعين الذهني تكلّف إذ ليس نظر أرباب وضع اللفظ إلّا على الأمور الخارجية، و ذو اللام يدعو إليه لئلّا يلغو اللام، و لا داعي إليه في نحو أسامة كذا في الأطول.

فائدة:

الاستغراق مطلقا باللام كان أو غيره ضربان: حقيقي نحو عالم الغيب و الشّهادة و عرفي نحو جمع الأمير الصاغة أي صاغة بلده أو مملكته. و فسّر المحقّق التفتازاني الحقيقي بالشمول لكلّ ما يتناوله اللفظ بحسب اللغة و كأنّه أراد أعم من التناول بحسب المعنى المجازي أو الحقيقي و العرفي بالشمول لما


[1] الأعراف/ 157

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1589
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست