responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1371

إشعار بما هو المشهور أنّ الحرف هو الصوت المكيّف، لكن في المحيط أنّ الصوت و الحرف كلّ منهما شرط الكلام، إذ لا يحصل الإفهام إلّا بهما كما قال الجمهور. و ذهب الكرخي‌ [1] و من تابعه مثل شيخ الإسلام إلى أنّ الصوت ليس بشرط في حصول الكلام. فلو صحح المصلي الحروف بلا إسماع لم يفسد الصلاة إلّا عند الكرخي و تابعيه هكذا في جامع الرموز في بيان مفسدات الصلاة. و قال الأصوليون الكلام ما انتظم من الحروف المسموعة المتواضع عليها الصادرة عن مختار واحد، و الحروف فصل عن الحرف الواحد فإنّه لا يسمّى كلاما، و المسموعة فصل المكتوبة و المعقولة، و المتواضع عليها من المهمل و الصادرة الخ. عن الصادر من أكثر من واحد كما لو صدر بعض الحروف عن واحد و البعض من آخر، و يخرج الكلام الذي على حرف واحد مثل ق و ر، اللهم إلّا أن يراد أعم من الملفوظة و المقدّرة، هكذا في بعض كتب الأصول. و في العضدي أنّ أبا الحسين عرّف الكلام بأنّه المنتظم من الحروف المتميّزة المتواضع عليها. قال المحقق التفتازاني و المتميّزة احتراز عن أصوات الطيور، و لمّا لم تكن المكتوبة حروفا حقيقة ترك قيد المسموعة، و فوائد باقي القيود بمثل ما مرّ و مرجع هذا التفسير إلى الأول، لكن في إخراج أصوات الطيور بقيد المتميّزة نظرا إذ أصوات الطيور غير داخلة في الحرف لأنّ التمييز معتبر في ماهية الحروف على ما مرّ في محله.

التقسيم:

مراتب تأليف الكلام خمس. الأول ضمّ الحروف بعضها إلى بعض فتحصل الكلمات الثلاث الاسم و الفعل و الحرف. الثاني تأليف هذه الكلمات بعضها إلى بعض فتحصل الجمل المفيدة، و هذا هو النوع الذي يتداوله الناس جميعا في مخاطباتهم و قضاء حوائجهم، و يقال له المنثور من الكلام. الثالث ضمّ بعض ذلك إلى بعض ضما له مباد و مقاطع و مداخل و مخارج، و يقال له المنظوم. الرابع أن يعتبر في أواخر الكلم مع ذلك تسجيع و يقال له المسجّع.

الخامس أن يجعل له مع ذلك وزن و يقال له الشعر و المنظوم إمّا مجاورة و يقال له الخطابة و إمّا مكاتبة و يقال له الرسالة. فأنواع الكلام لا تخرج عن هذه الأقسام كذا في الاتقان في بيان وجوه إعجاز القرآن. و قال النحاة الكلام لفظ تضمّن كلمتين بالإسناد و يسمّى جملة و مركّبا تاما أيضا أي يكون كلّ واحدة من الكلمتين حقيقة كانتا أو حكما في ضمن ذلك اللفظ، فالمتضمّن اسم فاعل هو المجموع و المتضمّن اسم مفعول كلّ واحدة من الكلمتين فلا يلزم اتحادهما، فاللفظ يتناول المهملات و المفردات و المركّبات، و بقيد تضمّن كلمتين خرجت المهملات و المفردات، و بقيد الإسناد خرجت المركّبات الغير الإسنادية من المركّبات التي من شأنها أن لا يصحّ السكوت عليها، نحو: عارف زيد على الإضافة و زيد العارف على الوصفية و زيد نفسه على التوكيد فإنّها لا تسمّى كلاما و لا جملة، و هذا عند من يفسّر الإسناد بضمّ إحدى الكلمتين إلى الأخرى بحيث يفيد السامع. و أمّا عند من يفسّره بضمّ أحدهما إلى الأخرى مطلقا فيقال المراد بالإسناد عنده هاهنا الإسناد الأصلي، و حيث كانت الكلمتان أعمّ من أن تكونا كلمتين حقيقة أو حكما دخل في التعريف مثل زيد أبوه قائم أو قام أبوه أو قائم أبوه فإنّ الأخبار فيها


[1] الكرخي: هو عبيد اللّه بن الحسين الكرخي، أبو الحسن. ولد في الكرخ عام 260 ه/ 874 م. و توفي ببغداد عام 340 ه/ 952 م. فقيه حنفي، له عدة مصنفات. الاعلام 4/ 193، الفوائد البهية 107، بروكلمان 1/ 295

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1371
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست