responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1307

صوتا و حرفا. و تحقيقه أنّ للشي‌ء وجودا في الأذهان و وجودا في الكتابة. فالكتابة تدلّ على العبارة و هي على ما في الأذهان و هو على ما في الأعيان، فحيث يوصف القرآن بما هو من لوازم القديم كقولنا القرآن غير مخلوق فالمراد حقيقته الموجودة في الخارج، و حيث يوصف بما هو من لوازم المخلوقات يراد به الألفاظ المنطوقة المسموعة كقولك قرأت نصف القرآن أو المخيلة كقولك حفظت القرآن أو الأشكال كقولك يحرم للمحدث مسّ القرآن. ثم الكلام القديم الذي هو صفة للّه تعالى يجوز أن يسمع و هو مذهب الأشعري و منعه الأستاذ أبو إسحاق الأسفرايني، و هو اختيار الشيخ أبي منصور رحمه اللّه تعالى. فمعنى قوله: حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ‌ [1] يسمع ما يدلّ عليه كما يقال سمعت علم فلان. فموسى صلوات اللّه عليه سمع صوتا دالّا على كلام اللّه، لكن لمّا كان بلا واسطة الكتاب و الملك خصّ باسم الكليم. و قيل خصّ به لما سمعه من جميع الجهات على خلاف المعتاد. و أمّا من يجوّز سماعه فهو يقول خصّ به لأنّه سمع كلامه الأزلي بلا حرف و صوت كما يرى ذاته تعالى في الآخرة بلا كمّ و لا كيف.

فإن قيل لو كان كلام اللّه حقيقة في المعنى القديم مجازا في النّظم المؤلّف يصحّ نفيه عنه بأن يقال ليس النّظم كلام اللّه و الإجماع على خلافه، و أيضا المعجز هو كلام اللّه حقيقة مع القطع بأنّ الإعجاز إنّما يتصوّر في النظم.

قلنا التحقيق أنّ كلام اللّه تعالى مشترك بين الكلام النفسي القديم و معنى الإضافة كونه صفة له تعالى و بين اللفظي الحادث، و معنى الإضافة حينئذ أنّه مخلوق له تعالى ليس من تأليفات المخلوقين، فلا يصحّ النفي أصلا و لا يكون الإعجاز إلّا في كلام اللّه تعالى. و ما وقع في عبارة بعض المشايخ من أنّه مجاز فليس معناه أنّه غير موضوع للنظم بل إنّ الكلام في التحقيق و بالذات اسم للمعنى القائم بالنفس و تسمية اللفظ به وضعه لذاك إنّما هو باعتبار دلالته على المعنى، فلا نزاع لهم في الوضع و التسمية باعتبار معنى مجازي يكون حقيقة أيضا، كما يكون باعتبار معنى حقيقي. و يؤيّد هذا ما وقع في شرح التجريد من أنّه لا نزاع في إطلاق اسم القرآن و كلام اللّه بطريق الاشتراك على المعنى القائم بالنفس القديم و على المؤلّف الحادث و هو المتعارف عند العامة و القراء و الأصوليين و الفقهاء و إليه يرجع الخواص التي هي من صفات الحادث. و إطلاق هذين اللفظين عليه ليس بمجرد أنّه دالّ على كلامه القديم حتى لو كان مخترع هذه الألفاظ غير اللّه تعالى لكان الإطلاق بحاله، بل لأنّ له اختصاصا به تعالى و هو أنّه اخترعه بأن أوجد أولا الأشكال في اللوح المحفوظ لقوله‌ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ [2] و الأصوات في لسان الملك لقوله: إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ‌ [3]. ثم اختلفوا، فقيل القرآن و كلام اللّه اسمان لهذا المؤلّف المخصوص القائم بأوّل لسان اخترعه اللّه تعالى فيه، حتى إنّ ما يقرأه كلّ أحد سواه بلسان يكون مثله لا عينه. و الأصحّ أنّه اسم له لا من حيث تعيّن المحلّ فيكون واحدا بالنوع و يكون ما يقرأه القارئ أيّ قارئ كان نفسه لا مثله، و هكذا الحكم في كلّ متغيّر و كتاب ينسب إلى مؤلّفه. و على التقديرين فقد يجعل اسما للمجموع بحيث لا يصدق على البعض و قد يجعل اسما بمعنى كلّ صادق على المجموع‌


[1] التوبة/ 6

[2] البروج/ 21- 22.

[3] الحاقة/ 40

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست