responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1308

و على كلّ بعض من أبعاضه.

و بالجملة فما يقال إنّ المكتوب في كلّ مصحف و المقروء بكل لسان كلام اللّه، فباعتبار الوحدة النوعية. و ما يقال إنّه حكاية عن كلام اللّه و مماثل له و إنّما الكلام هو المخترع في لسان الملك فباعتبار الوحدة الشخصية. و ما يقال إنّ كلام اللّه ليس قائما بلسان أو قلب و لا حالّا في مصحف فيراد به الكلام الحقيقي النفسي. و منعوا من القول بحلول اللفظي أيضا رعاية للتأدّب و احترازا عن ذهاب الوهم إلى الحقيقي النفسي، على أنّ إطلاق اسم المدلول على الدّال و كذا إجراء صفات الدّال على المدلول شائع ذائع مثل: سمعت هذا المعنى من فلان انتهى كلامه. و قال صاحب المواقف إنّ المعنى من قول مشايخنا كلام اللّه تعالى معنى قديم ليس المراد به مدلول اللفظ بل الأمر القائم بالغير فيكون الكلام النفسي عندهم أمرا شاملا للفظ و المعنى جميعا قائما بذاته تعالى و هو مكتوب في المصاحف مقروء بالألسنة محفوظ في الصدور، و هو غير القراءة و الكتابة و الحفظ الحادثة. و ما يقال من أنّ الحروف و الألفاظ مترتّبة متعاقبة فجوابه أنّ ذلك الترتّب إنما هو في التلفّظ بسبب عدم مساعدة الآلة، فالتلفّظ حادث و الأدلة الدالة على الحدوث يجب حملها على حدوثه دون حدوث الملفوظ جمعا بين الأدلة انتهى. قيل عليه القول بأنّ ترتّب الحروف إنّما هو في التلفّظ دون الملفوظ، فالتلفّظ حادث دون الملفوظ أمر خارج عن العقل و ما ذلك إلّا مثل أن يتصوّر حركة تكون أجزاؤها مجتمعة في الوجود لا يكون لبعضها تقدّم على بعض، و يندفع بما قيل إنّ المراد بالملفوظ هو اللفظ القائم به تعالى و بالتلفّظ اللفظ القائم بنا عبّر عنه بالتلفّظ، فرقا بينهما و إشعارا بأنّ اللفظ الحادث كالنسبة المصدرية لكونه غير قارّ، و لو لا هذا الاعتبار لكان القول بقدم الملفوظ دون التلفّظ تناقضا، و به يندفع من أنّ حمل المعنى على الأمر القائم بالغير بعيد جدا لأنّ الأدلة إنّما تدلّ على حدوث ماهية القرآن لا حدوث التلفّظ لأنّه ليس بقرآن، و ذلك لأنّ اللفظ يعدّ واحدا في المحال كلها و تباينه إنّما هو بتباين الهيئات. فاللفظ القائم بنا و به تعالى واحد حقيقة، و الأول حادث و الثاني قديم.

فإن قيل يفهم من هذا التوجيه أنّه لا ترتّب في اللفظ القائم بذاته تعالى فيلزم عدم الفرق بين لمع و علم. قيل ترتّب الكلمات و تقدّم بعضها على بعض لا يقتضي الحدوث لأنّ التقدّم ربما لا يكون زمانيا كالحروف المنطبعة في شمعة دفعة من الطابع عليه، و قد يمثل أيضا بوجود الألفاظ في نفس الحافظ فإنّ جميعها مع الترتيب المخصوص مجتمعة الوجود فيها و ليس وجود بعضها مشروطا بانقضاء البعض و انعدامه عن نفسه. و الفرق بأنّ وجود الحرف على هذا الوجه في ذاته تعالى بالوجود العيني و في نفس الحافظ بالظلّي لا يضرّ إذ الغرض منه مجرّد التصوير و التفهيم لا إثباته بطريق التمثيل، فحينئذ يكون الحاصل أنّ الترتيب المقتضي للحدوث إنّما هو في التلفّظ أي اللفظ القائم بنا، هذا غاية توجيه المقام فافهم.

فائدة:

في بيان كيفية الإنزال قال في الاتقان و فيه مسائل. الأولى قال اللّه تعالى‌ شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ‌ [1] و قال‌ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [2]. اختلف في كيفية إنزاله من اللوح المحفوظ على ثلاثة أقوال. الأول و هو


[1] البقرة/ 185

[2] القدر/ 1

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست