responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1220

العلوم العملية أي المتعلّقة بكيفية العمل كالطب و المنطق، و تخصيص العلم بإزائها غير محقّق.

كيف و قد يذكر العلم في مقابلة الصناعة. نعم إطلاقه على ملكة الإدراك بحيث يتناول العلوم النظرية و العملية غير بعيد مناسب للعرف انتهى.

اعلم أنّ في العلم مذاهب ثلاثة الأول أنّه ضروري يتصوّر ماهيته بالكنه فلا يحدّ، و اختاره الرازي. و الثاني أنّه نظري لكن يعسر تحديده و به قال إمام الحرمين و الغزالي، و قالا فطريق معرفته القسمة و المثال. أمّا القسمة فهي أن تميّزه عما يلتبس به من الاعتقادات فنقول مثلا الاعتقاد إمّا جازم أو غيره، و الجازم إمّا مطابق أو غير مطابق، و المطابق إمّا ثابت أو غير ثابت. فقد خرج عن القسمة اعتقاد جازم مطابق ثابت و هو العلم بمعنى اليقين، فقد تميّز عن الظّنّ بالجزم و عن الجهل المركّب بالمطابقة و عن تقليد المصيب بالثابت الذي لا يزول بتشكيك المشكّك. قيل القسمة إنّما تميّز العلم التصديقي عن الاعتقادات فلا تكون مفيدة لمعرفة مطلق العلم. أقول لا اشتباه للعلم بسائر الكيفيات النفسانية و لا العلم التصوّري إنّما الاشتباه للعلم التصديقي و القسمة المذكورة تميّزه عنهما فحصل معرفة العلم المطلق. و أمّا المثال فكأن يقال العلم هو المشابه لإدراك الباصرة، أو يقال هو كاعتقادنا أنّ الواحد نصف الاثنين.

و الثالث أنّه نظري لا يعسر تحديده و ذكر له تعريفات. الأول للحكماء أنّه حصول صورة الشي‌ء في العقل. و بعبارة أخرى أنّه تمثّل ماهية المدرك في نفس المدرك، و هذا مبني على الوجود الذهني. و هذا التعريف شامل للظّنّ و الجهل المركّب و التقليد و الشكّ و الوهم.

و تسميتها علما يخالف استعمال اللّغة و العرف و الشرع، إذ لا يطلق على الجاهل جهلا مركّبا و لا على الظّان و الشاك و الواهم أنّه عالم في شي‌ء من تلك الاستعمالات. و أمّا التقليد فقد يطلق عليه العلم مجازا و لا مشاحة في الاصطلاح. و المبحوث عنه في المنطق هو العلم بهذا المعنى لأنّ المنطق لما كان جميع قوانين الاكتساب فلا بدّ لهم من تعميم العلم.

ثم العلم إن كان من مقولة الكيف فالمراد بحصول الصورة الصورة الحاصلة. و فائدة جعله نفس الحصول التنبيه على لزوم الإضافة، فإنّ الصورة إنّما تسمّى علما إذا حصلت في العقل، و إن كان من مقولة الانفعال فالتعريف على ظاهره لأنّ المراد بحصول الصورة في العقل اتصافه بها و قبوله إياها.

اعلم أنّ العلم يكون على وجهين أحدهما يسمّى حصوليا و هو بحصول صورة الشي‌ء عند المدرك و يسمّى بالعلم الانطباعي أيضا لأنّ حصول هذا العلم بالشي‌ء إنّما يتحقّق بعد انتقاش صورة ذلك الشي‌ء في الذهن لا بمجرّد حضور ذلك الشي‌ء عند العالم، و الآخر يسمّى حضوريا و هو بحضور الأشياء أنفسها عند العالم كعلمنا بذواتنا و الأمور القائمة بها. و من هذا القبيل علمه تعالى بذاته و بسائر المعلومات.

و منهم من أنكر العلم الحضوري و قال إنّ العلم بأنفسنا و صفاتنا النفسانية أيضا حصولي، و كذلك علم الواجب تعالى. و قيل علمه تعالى بحصول الصورة في المجرّدات فإن جعل التعريف للمعنى الأعم الشامل للحضوري و الحصول بأنواعه الأربعة من الإحساس و غيره و بما يكون نفس المدرك و غيره، فالمراد بالعقل الذات المجرّدة و مطلق المدرك و بالصورة ما يعمّ الخارجية و الذهنية أي ما يتميّز به الشي‌ء مطلقا، و بالحصول الثبوت و الحضور سواء كان بنفسه أو بمثاله، و بالمغايرة المستفادة من الظرفية أعمّ من الذاتية و الاعتبارية، و بفي معنى عند كما اختاره المحقّق الدواني. و لا يخفى ما فيه من التكلّفات البعيدة عن الفهم. و إن جعل التعريف للحصولي كان التعريف على ظاهره. و المراد بالعقل قوة

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 2  صفحه : 1220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست