نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي جلد : 1 صفحه : 734
الشمس مركزه كما سيجيء. و الحركة الخاصّة هي حركة التدوير كما مرّ.
و ذو الخاصية عند الأطباء هو الدواء الذي يكون تأثيره بصورته فقط موافقا للطبيعة
بأن لا يكون مفسدا للحياة و يجيء في لفظ الغذاء.
الخاصيّة:
[في الانكليزية]Characteristic ،property
[في الفرنسية]Caracteristique ،propriete
بإلحاق الياء تستعمل في الموضع الذي يكون السبب فيه مخفيا كقول
الأطباء هذا الدواء يعمل بالخاصية. فقد عبّروا بها عن السبب المجهول للأثر المعلوم
بخلاف الخاصة، فإنّها في العرف تطلق على الأثر أعمّ من أن يكون سبب وجوده معلوما
أو مجهولا. يقال ما خاصّة ذلك الشيء أي ما أثره الناشئ منه. و الخواص اسم جمع
الخاصّة لا جمع الخاصّية لأنّ جمعها خاصيات. و مطلق الخاصة
[1] إمّا أن يكون لها تعلّق بالاستدلال أو لا يكون، و على التقديرين
إمّا أن تكون هي لازمة لذلك التركيب لما هو هو أو تكون كاللازمة له، و الأول هو
الخواص الاستدلالية اللازمة لما هو هو كعكوس القضايا و نتائج الأقيسة. و الثاني هو
الخواص الاستدلالية الجارية مجرى اللازم كلوازم التمثيلات و الاستقراءات من
التراكيب لا بمجرد الوضع و المزايا. و الكيفيات عبارة عن الخصوصيات المفيدة لتلك
الخواص.
و أرباب البلاغة يعبّرون عن لطائف علم المعاني بالخاصّة الجامعة لها،
و عن لطائف علم البيان بالمزية و خواص التراكيب كالخواص التي يفيدها الخبر
المستعمل في معنى الإنشاء و بالعكس مجازا فإنّه لا بد في بيانها من بيان المعاني
المجازية التي تترتّب عليها تلك الخواص. و أمّا المتولّدات من أبواب الطلب فليست
من جنس الخواص بل هي معان جزئية و الخواص وراءها، و ذلك أنّ الاستفهام مثلا يتولّد
منه الاستبطاء و هو معنى مجازي له و يلزمه الطلب، و هو خاصّة
[2] يقصدها البليغ في مقام يقتضيه. و قس على هذا سائر المتولّدات.
و حقيقة المزية المذكورة في كتب البلاغة هي خصوصية لها فضل على سائر
الخصوصيات من جنسها، سواء كانت تلك الخصوصية في ترتيب معاني النحو المعبّر عنه
بالنظم أو في دلالة المعاني الأول على المعاني الثواني، فهي متنوّعة إلى نوعين:
أحدهما ما في النظم و حقّه أن يبحث عنه في علم المعاني. و ثانيها ما في الدلالة و
حقّه أن يبحث عنه في علم البيان، و الفرق بين الخواص و المزايا التي تتعلّق بعلم
المعاني هو أنّ تلك المزايا تثبت في نظم التراكيب، فتترتّب عليها خواصها المعتبرة
عند البلغاء. فالمزايا المذكورة منشأ لتلك الخواص، و كذا المزايا التي تتعلّق بعلم
البيان فإنّها تثبت في دلالة المعاني الثواني، فتترتّب عليها الخواص المقصودة بتلك
الدلالة، و هي الأغراض المترتّبة على المجاز المرسل و الاستعارة و الكناية كذا في
كليات [3] أبي البقاء
[4].