responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 714

بالملزوم مجازا حيث قال: حقيقة الحمد إظهار الصفات الكمالية، و ذلك قد يكون بالقول و قد يكون بالفعل، و هذا أقوى لأنّ الأفعال التي هي آثار السخاوة تدلّ عليها دلالة قطعية، بخلاف دلالة الأقوال فإنّها وضعية قد يتخلّف عنها مدلولها. و من هذا القبيل حمد اللّه و ثناؤه على ذاته و ذلك أنّه تعالى حين بسط بساط الوجود على ممكنات لا تحصى و وضع عليه موائد كرمه التي لا تتناهى فقد كشف عن صفات كماله و أظهرها بدلالات قطعية تفصيلية غير متناهية، فإنّ كل ذرة من ذرات الوجود تدلّ عليها، و لا يتصوّر في العبارات مثل ذلك. و من ثمة قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك» [1].

و الإحصاء يمكن أن يكون بمعنى العلم أو العدّ على سبيل الاستقصاء. و على كلا التقديرين الضمير المرفوع أعني أنت مبتدأ و الكاف زائدة و كلمة ما موصولة أو موصوفة، و اختيارها على كلمة من يأباها و أثنيت على نفسك صلتها أو صفتها كما في قوله:

أنا الذي سمّتني أمي حيدرة

و هذه الجملة خبر للمبتدإ، و المجموع تعليل لعدم علمه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثناء عليه تعالى لأنّه إذا أثنى على نفسه كان ثناء غير متناه، فلا يعلم و لا يعدّ، بل لا مناسبة لشي‌ء من العلم و العدّ المذكورين إلّا للّه تعالى، أو بمعنى القدرة، و الجملة استئنافية كأنه قيل من ثنى‌ [2] حق الثناء و تمامه، و يكون كلمة أنت تأكيد للضمير المجرور في عليك، و ما موصولة أو موصوفة أو مصدرية، و المعنى أنّه لا أقدر على ثناء عليك مثل الثناء الذي أثنيت به، بحذف العائد إلى الموصول أو الموصوف، أو مثل ثنائك بجعل ما مصدرية. و مقصوده عليه السلام من هذا الكلام إظهار العجز عن مثل ثناء اللّه تعالى على ذاته و سلب المماثلة بين ثنائه قولا أو فعلا و بين ثنائه تعالى على ذاته.

اعلم أنّ الحمد في العرف هو الشكر في اللغة. و هو فعل يشعر بتعظيم المنعم بسبب كونه منعما. قال بعض الصوفية لسان الحمد ثلاث:

اللسان الإنساني و اللسان الروحاني و اللسان الرباني. أمّا اللسان الإنساني فهو للعوام و شكره به التحدّث لإنعام اللّه و إكرامه مع تصديق القلب بأداء الشكر. و أمّا اللسان الروحاني فهو للخواصّ و هو ذكر القلب لطائف اصطناع الحق في تربية الأحوال و تزكية الأفعال. و أما اللسان الرباني فهو للعارفين و هو حركة السرّ لقصد شكر الحق جل جلاله بعد إدراكه لطائف المعارف و غرائب الكواشف بنعت المشاهدة و الغيبة في القربة و اجتناء ثمرة الأنس و خوض الروح في نحو القدس و ذوق الأسرار بمباشرة الأنوار.

الحمراء:

[في الانكليزية]Red -striped suit

[في الفرنسية]Costume rouge raye

بالألف الممدودة في اللغة الفارسية سرخ صرف. و في اصطلاح المحدثين: هي البذلة التي توجد فيها خطوط حمر. و كذلك الخضراء و الصّفراء عندهم: البذلة المخططة بخطوط خضر أو صفر. و هكذا الأيچه في بلادنا. هكذا في ترجمة صحيح البخاري المسمّى بتيسير القاري.

و هذا الاصطلاح بسبب أنّه يعتبر لبس الثياب الحمراء الخالصة عند أكثر المحدثين ممنوع أخذا بظاهر حديث: «إياكم و الحمرة فإنّها زي الشّيطان» و أمّا ما نقل في لباس النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه كان يلبس حلّة حمراء (في العيد و لدى استقبال‌


[1] مسند، أحمد 6/ 58.

[2] أثنى (م).

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 714
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست