responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 603

لفظ القيام و لفظ الحلول.

و اعلم أنه ذكر صاحب العقائد النسفية أنّ العالم إمّا عين أو عرض لأنّه إن قام بذاته فعين و إلّا فعرض، و العين إمّا جوهر أو جسم لأنه إمّا متركّب من جزءين فصاعدا و هو الجسم أو غير متركّب و هو الجوهر، و يسمّى الجزء الذي لا يتجزأ أيضا. قال أحمد جند في حاشيته هذا مبني على ما ذهب إليه المشايخ من أنّ معنى العرض بحسب اللغة ما يمتنع بقاؤه و معنى الجوهر ما يتركّب منه غيره، و معنى الجسم ما يتركّب من غيره انتهى. فالجوهر على هذا مرادف للجزء الذي لا يتجزأ و قسم من العين و قسم‌ [1] للجسم. و قيل هذا على اصطلاح القدماء. و المتأخرون يجعلون الجوهر مرادفا للعين و يسمّون الجزء الذي لا يتجزأ بالجوهر الفرد، و يؤيده ما وقع في شرح المواقف من أنه قال المتكلمون لا جوهر إلّا المتحيّز بالذات، فهو إمّا يقبل القسمة في جهة واحدة أو أكثر و هو الجسم عند الأشاعرة، أو لا يقبلها أصلا و هو الجوهر الفرد و قد سبق تحقيق تعريف الجوهر الفرد في لفظ الجزء. ثم لا يخفى أنّ هذا التقسيم إنّما يصح حاصرا عند من قال بامتناع وجود المجرّد أو بعدم ثبوت وجوده و عدمه. و أمّا عند من ثبت وجود المجرّد عنده كالإمام الغزالي و الراغب القائلين. بأنّ الإنسان موجود ليس بجسم و لا جسماني كما عرفت فلا يكون حاصرا. و أعمّ من هذا ما وقع في المواقف من أنّه قال المتكلمون الموجود في الخارج إمّا أن لا يكون له أول و هو القديم أو يكون له أول و هو الحادث. و الحادث إمّا متحيّز بالذات و هو الجوهر أو حال في المتحيّز بالذات و هو العرض أو لا يكون متحيّزا و لا حالا فيه و هو المجرد انتهى. و هذا التقسيم أيضا ليس حاصرا بالنسبة إلى من ثبت عنده وجود المجرّد فإنّ صفات المجرّد خارجة عن التقسيم. ثم الظاهر أنّ القائل بوجود المجرّد يعرّف العرض بما كان صفة لغيره فإنّ الغير أعمّ من المتحيّز و غيره، و يقسّم الحادث إلى ما كان قائما بنفسه و هو الجوهر، فإن لم يكن متحيّزا فهو المجرّد.

و المتحيّز إمّا جسم أو جوهر فرد، و إلى ما لا يكون قائما بنفسه بل يكون صفة لغيره و هو العرض. و يؤيده ما في الچلپي حاشية شرح المواقف من أنّ الراغب و الغزالي قالا النفس الناطقة جوهر مجرد عن المادة انتهى. فإنهما وصفا الجوهر بالمجرّد. فالمجرّد يكون قسما من الجوهر بلا واسطة لا من الحادث و اللّه أعلم بحقيقة الحال.

فائدة: الجوهر الفرد لا شكل له باتفاق المتكلّمين لأنّ الشكل هيئة أحاطها حدّ أو حدود، و الحدّ أي النهاية لا يعقل إلّا بالنسبة إلى ذي النهاية فيكون هناك لا محالة جزءان. ثم قال القاضي و لا يشبه الجوهر الفرد شيئا من الأشكال لأنّ المشاكلة الاتحاد في الشكل، فما لا شكل له كيف يشاكل غيره. و أمّا غير القاضي فلهم فيه اختلاف. فقيل يشبه الكرة في عدم اختلاف الجوانب و لو كان مشابها للمضلع لاختلف جوانبه فكان منقسما. و قيل يشبه المربّع إذ يتركب الجسم بلا انفراج إذ الشكل الكروي و سائر المضلعات و ما يشبهها لا يتأتى فيها ذلك الانفراج‌ [2]. و قيل يشبه المثلّث لأنه أبسط الأشكال.

فائدة: الجواهر يمتنع عليها التداخل و إلّا يكون هذا الجسم المعيّن أجساما كثيرة و هذا خلف. و قال النّظّام بجوازه. و الظاهر أنه لزمه ذلك فيما قال من أنّ الجسم المتناهي المقدار مركّب من أجزاء غير متناهية العدد إذ لا بدّ


[1] قسيم (م).

[2] بالانفراج (م).

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 603
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست