responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 441

كالمرآة في كفّ الأشل. و كلما كان تركيب وجه التشبيه خياليا كان أو عقليا من أمور أكثر كان التشبيه أبعد لكون تفاصيله أكثر كقوله تعالى‌ إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ [1] الآية. و قد يتصرف في التشبيه القريب بما يجعله غريبا نحو قول الشاعر [2]

عزماته مثل النجوم ثواقبا

لو لم يكن للثاقبات أفول‌

أي غروب. و هذا التشبيه يسمّى بالتشبيه المشروط، و هو التشبيه الذي يقيّد فيه المشبّه أو المشبّه به أو كلاهما بشرط وجودي أو عدمي أو مختلف يدلّ عليه بصريح اللفظ كما في البيت السابق، أو بسياق الكلام نحو هو بدر يسكن الأرض، فإنّه في قوة و لو كان البدر يسكن الأرض، و هذه القبّة فلك ساكن أي لو كان الفلك ساكنا.

التقسيم الرابع‌

باعتبار الغرض فالتشبيه بهذا الاعتبار إمّا مقبول و هو الوافي بإفادة الغرض كأن يكون المشبّه به أعرف الطرفين بوجه الشّبه في بيان الحال أو أتمّهما فيه، أي في وجه الشبه في إلحاق الناقص بالكامل، أو كأن يكون مسلّم الحكم فيه، أي في وجه الشبه معروفا عند المخاطب في بيان الإمكان أو التزيين أو التشويه، و إمّا مردود و هو بخلافه، أي ما يكون قاصرا عن إفادة الغرض و قد سبق في بيان الغرض. ثم التسمية بالمقبول و المردود بالنظر إلى وجه الشّبه فقط مجرد اصطلاح، و إلّا فكلما انتفى شرط من شرائط التشبيه باعتبار الوجه أو الطرف فمردود، لكن بعد الاصطلاح على جعل فائت شرط الوجه أو الطرف مقبولا لإفادة الغرض لا يقال الوفاء بالغرض لا يوجد بدون اجتماع شرائط التشبيه مطلقا. هذا كله خلاصة ما في الأطول و المطول.

فائدة:

القاعدة في المدح تشبيه الادنى بالأعلى و في الذم تشبيه الأعلى بالأدنى لأن المدح مقام الأعلى و الأدنى طارئ عليه [و الذم بالعكس،] [3] فيقال في المدح فصّ كالياقوت و في الذمّ ياقوت كالزجاج، و كذا في السلب، و منه قوله تعالى‌ يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ [4] أي في النزول لا في العلوّ، و قوله تعالى‌ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ [5] أي في سوء الحال، أي لا نجعلهم كذلك. نعم أورد على ذلك مثل نوره كمشكاة فإنّه شبّه فيه الأعلى بالأدنى لا في مقام السلب، و أجيب بأنه للتقريب إلى أذهان المخاطبين، إذ لا أعلى من نوره، فيشبّه به كذا في الاتقان. أقول هكذا أورد في تشبيه الصلاة على نبينا و آله صلى اللّه عليه و عليهم و سلّم بالصلاة على إبراهيم و آله بأن الصلاة على نبينا أكمل و أعلى لقوله تعالى‌ إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً [6] و لقوله تعالى‌ هُوَ الَّذِي‌


[1] يونس/ 24.

[2] هو محمد بن ابراهيم بن يحي بن علي الأنصاري الكتبي، جمال الدين المعروف بالوطواط. ولد بمصر عام 632 ه/ 1235 م. و توفي بالقاهرة عام 718 ه/ 1318 م. أديب مترسل من العلماء. له عدة تصانيف. الاعلام 5/ 297، الدرر الكامنة 3/ 298، تاريخ آداب اللغة 3/ 132، كشف الظنون 1846.

[3] [و الذم بالعكس‌] (+ م، ع).

[4] الأحزاب/ 32.

[5] ص/ 28.

[6] الاحزاب/ 56.

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 441
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست