responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 440

الجامع فيه هو لازم الحلاوة و هو ميل الطّبع لأنه المشترك بين الكلام و العسل. و المجمل ما لم يذكر وجهه فمنه ظاهر يفهم وجهه كلّ أحد ممن له مدخل في ذلك نحو زيد كالأسد، و منه خفي لا يدرك وجهه إلّا الخاصة سواء أدركه بالبداهة أو بالتأمّل، كقولك هم كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها، أي هم متناسبون في الشرف كالحلقة المفرغة متناسبة في الأجزاء صورة. و لا يخفى أنّ المراد [1] بالخفي الخفي في حدّ ذاته، فلا يخرجه عن الخفاء عروض ما يوجب ظهوره كما في هذا المثال. فإنّ وصف الحلقة بالمفرغة يظهر وجه الشّبه فلا اختصاص لهذا التقسيم‌ [2] بالمجمل، بل يجري في المفصل أيضا كأنّهم خصّوا به للتنبيه على أنّه مع خفاء التشبيه فيه يحذف الوجه. و أيضا من المجمل ما لم يذكر فيه وصف أحد الطرفين أي وصف يذكر له من حيث أنّه طرف و هو وصف يشعر بوجه الشّبه، فلا يخرج منه زيد الفاضل أسد لأنّ زيدا لا يثبت له الفضل من حيث أنّه كالأسد. و منه ما ذكر فيه وصف المشبّه به فقط كقولك هم كالحلقة المفرغة إلخ، فإنّ وصف الحلقة بالمفرغة مشعر بوجه الشّبه. و منه ما ذكر فيه وصف المشبّه فقط و كأنّهم لم يذكروا هذا القسم لعدم الظّفر به‌ [3] في كلامهم. و منه ما ذكر فيه وصفهما أي وصف المشبّه و المشبّه به كليهما نحو فلان كثير المواهب أعرضت عنه أو لم تعرض كالغيث فإنّه يصيبك جئته أو لم تجئ. و هذان الوصفان مشعران بوجه الشّبه أي الإفاضة [في‌] [4] حالتي الطلب و عدمه و حالتي الإقبال و الإعراض.

اعلم أنّه لا يخفى جريان هذا التقسيم في المفصل و كأنّهم لم يتعرّضوا له لأنه لم يوجد إذ لا معنى لإيراد ما يشعر بالوجه مع ذكره، أو لأنّ ذكره في المجمل لدفع توهّم أنه ليس التقسيم مجملا مع ما [5] يشعر بالوجه، و لا داعي لذكره في المفصل. و أيضا باعتبار الوجه إمّا قريب مبتذل و هو التشبيه الذي ينتقل فيه من المشبّه إلى المشبّه به من غير تدقيق نظر لظهور وجهه في بادئ الرأي. و لا ينتقض التعريف بتشبيه يكون المشبّه به لازما ذهنيا للمشبّه مع خفاء وجهه، [6] لأنّه ليس انتقالا لظهور وجهه في بادئ الرأي. و قولنا لظهور وجهه قيد للتعريف. و تحقيقه أن يكون [المشبّه‌] [7] بحيث إذا نظر العقل فيه ظهر المفهوم الكلّي الذي يشترك بينه و بين المشبّه به من غير تدقيق نظر، و التفت النفس إلى المشبّه به من غير توقف.

و لم يكتف بما ظهر وجهه في بادئ الرأي لأنه يتبادر منه الظهور بعد التشبيه و إحضار الطرفين و هو لا يكفي في الابتذال، بل لا بدّ أن يكون الانتقال من المشبّه إلى المشبّه به لظهور وجهه بمجرد ملاحظة المشبّه كتشبيه الشمس بالمرآة المجلوّة في الاستدارة و الاستنارة، فإنّ وجه الشبه فيه لكونه تفصيليا ظاهر. و إمّا غريب بعيد و هو ما لا ينتقل فيه من المشبّه إلى المشبّه به لظهور وجهه في بادئ الرأي، سواء انتقل فيه من المشبّه إلى المشبّه به من بادئ الرأي لكون المشبّه به لازما ذهنيا، لا لظهور وجهه، أولا ينتقل منه إليه كذلك أصلا كقوله و الشمس‌


[1] المقصود (م، ع).

[2] القسم (م).

[3] بعدم الظفر بمثال في كلامهم (م، ع).

[4] [في‌] (+ م، ع).

[5] على ما (م).

[6] وجه (- م).

[7] [المشبه‌] (+ م، ع).

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 440
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست