responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 343

الحال مع فصاحته أي مع فصاحة ذلك الكلام، كذا ذكر الخطيب في التلخيص. قيل لو قال إلّا إذا اقتضى الحال خلاف ذلك لكان أحسن، لأنّ الحال قد يقتضي ما ينافي الفصاحة كالتعقيد في المعمّيات، فحينئذ رعاية التطابق أولى من رعاية الفصاحة إذ ارتفاع شأن الكلام بالطباق لمقتضى الحال، لكن بني الكلام على الكثير الشائع و لم يعتد بالقليل النادر. و قيل نمنع بلاغة الكلام المذكور. و معنى مطابقة الكلام لمقتضى الحال يذكر في لفظ الحال.

قيل خالف الخطيب السكاكي في اشتراط فصاحة الكلام. فقيل إنه لا يشترط شي‌ء من فصاحة الكلام في البلاغة، و ليس رجوع البلاغة إلى البيان لاشتراطها بالخلوّ عن التعقيد المعنوي، بل لمعرفة أنواع المجاز و الكناية و علاقتها لئلّا يخرج فيها عن اعتبارات اللغة.

و قيل إنه لا يشترط في البلاغة من الفصاحة سوى الخلوص عن التعقيد المعنوي. ثم قال الخطيب: و لبلاغة الكلام طرفان: أحدهما أعلى إليه تنتهي البلاغة و هو الإعجاز و ما يقرب منه أي من حدّ الإعجاز انتهى. أي الطرف الأعلى نوع تحته صنفان: كلام يعجز البشر عن الإتيان بمثله و هو حدّ الإعجاز و قريب من حدّ الإعجاز بأن لا يعجز البشر لكن يعجز مقدار أقصر سورة عن الإتيان بمثله، و كلاهما مندرج تحت حدّ الإعجاز لأنّ حدّ الإعجاز هو حد الاعجاز عن الإتيان بأقصر سورة، و بهذا اندفع ما أورده المحقق التفتازاني من أنه لا معنى لجعل حدّ الإعجاز و ما يقرب منه طرفا أعلى إذ المناسب أن يؤخذ حقيقيا كالنهاية أو نوعيا كالإعجاز انتهى. إذ قد يؤخذ نوعيا هو حدّ الإعجاز المعتبر شرعا و هو حدّ إعجاز أقصر سورة، إلّا أنّه نبّه على أنه صنفان: كلام يعجز نفسه و كلام يعجز مقدار سورة من جنسه.

فإن قيل: ليست البلاغة سوى المطابقة لمقتضى الحال مع الفصاحة، و علم البلاغة كافل بإتمام هذين الأمرين فمن أتقنه و أحاط به لم لا يجوز أن يراعيهما حقّ الرعاية فيأتي بكلام هو في الطرف الأعلى و لو بمقدار أقصر سورة؟ قلت إنّ العلم لا يتكفل إلّا بيان الأحوال و أما الاطّلاع على كميات الأحوال و كيفياتها و رعاية الاعتبارات بحسب المقامات فأمر آخر. ثم قال و ثانيهما أسفل و هو ما إذا غيّر عنه إلى ما دونه التحق بأصوات الحيوانات عند البلغاء، و بينهما مراتب كثيرة انتهى. فإن قلت يلتحق ما يشتمل على الدقائق البيانية بأصوات الحيوانات؟ قلت اعتبار الوضوح و الخفاء في الدلالة بالنسبة إلى المعاني [المجازية،] [1] و تلك المعاني أزيد من الدلالات الوضعية و مما يتعلق بعلم المعاني، فرعاية البيان لا ينفك عن رعاية المعاني. و ثانيهما بلاغة المتكلم و هي ملكة يقتدر بها على تأليف كلام بليغ أي لا يعجز بها عن تأليف كلام بليغ فالبلاغة بمعنييها أخصّ مطلقا من الفصاحة، فكلّ بليغ كلاما كان أو متكلما فصيح و لا عكس، هذا خلاصة ما في الأطول و المطول و الچلپي. و في الإتقان في النوع الرابع و الستين مراتب الكلام المحمود متفاوتة. فمنها البليغ الرصين الجزل. و منها الفصيح القريب السهل.

و منها الجائز الطّلق الرّسل. فالأول أعلاها و الثاني أوسطها و الثالث أدناها، فحازت بلاغة القرآن من كل قسم من هذه الأقسام حصّة، فانتظم لها بانتظام هذه الصفات نمط من الكلام يجمع بين صفتي الفخامة و العذوبة، و هما على الانفراد في نعوتهما متضادان، لأن العذوبة نتاج السهولة، و الجزالة و المتانة يعالجان نوعا من‌


[1] المجازية (+ م).

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 343
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست