responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 337

الأطراف أي النقطة و الخطّ و السطح فقيل هي أيضا مبصرة بالذات. و قيل بالواسطة و ليس المراد بالمبصر بالذات ما لا يتوقف إبصاره على إبصار غيره و بالمبصر بالواسطة ما يتوقّف إبصاره على إبصار غيره حتى يرد أنّ المدرك بالذات هو الضوء لا غير، إذ اللّون مرئي بواسطة الضوء، بل المراد بالمرئي بالذات و بالعرض أن يكون هناك رؤية واحدة متعلّقة بشي‌ء، ثم تلك الرؤية بعينها متعلّقة بشي‌ء آخر فيكون الشي‌ء الآخر مرئيا ثانيا و بالعرض، و الأوّل مرئيا أولا، و بالذات على قياس قيام الحركة بالسفينة و راكبها.

و نحن إذا رأينا لونا مضيئا فهناك رؤيتان.

أحدهما متعلّقة بالضوء أولا و بالذات. و الأخرى متعلّقة باللّون كذلك، و إن كانت هذه الأخرى مشروطة بالرؤية الأولى. و لهذا انكشف كلّ منهما عند الحسّ انكشافا تاما، بخلاف ما عداهما فإنها لا تتعلق بشي‌ء منها رؤية ابتداء، بل الرؤية المتعلّقة بلون الجسم ابتداء متعلّق‌ [1] هي بعينها ثانيا بمقداره و شكله و غيرهما فهي مرئية بتلك الرؤية لا برؤية أخرى؛ و لهذا لم تنكشف انكشاف الضوء و اللون عند الحسّ.

و من زعم أنّ الأطراف مرئية بالذات جعلها مرئية برؤية أخرى مغايرة لرؤية اللون.

فائدة:

اختلف الحكماء في كيفية الإبصار.

و المذاهب المشهورة فيه ثلاثة. المذهب الأول و هو مذهب الرياضيين أنه يخرج من العين جسم شعاعي على هيئة مخروط متحقّق رأسه يلي العين و قاعدته يلي المبصر، و الإدراك التّام إنما يحصل من الموضع الذي هو موضع سهم المخروط. ثم إنهم اختلفوا فيما بينهم على وجوه ثلاثة. الأول أن ذلك المخروط مصمت.

الثاني أنه ملتئم من خطوط شعاعية مستقيمة هي أجسام دقاق قد اجتمع أطرافها عند مركز البصر و امتدت متفرّقة إلى المبصر، فما وقع عليه أطراف تلك الخطوط أدركه البصر و ما وقع بينها لا يدركه. و لذلك تخفى على البصر الأجزاء التي في غاية الصغر كالمسامات. الثالث أنه يخرج من العين جسم شعاعي دقيق كأنه خطّ مستقيم ينتهي إلى المبصر ثم يتحرك على سطحه حركة سريعة جدا في طول المرئي و عرضه فيحصل الإدراك. و احتجوا بأن الإنسان إذا رأى وجهه في المرآة فليس ذلك لانطباع صورته فيها، و إلّا كانت منطبعة في موضع منها و لم تختلف باختلاف أمكنة الرائي من الجوانب، بل لأن الشعاع خرج من العين إلى المرآة ثم انعكس بصقالتها إلى الوجه. ألا يرى أنه إذا قرّب الوجه إليها يخيل أن صورته مرتسمة في سطحها و إذا بعد عنها توهّم أنها غائرة فيها مع علمنا بأنّ المرآة ليس فيها غور بذلك المقدار.

و المذهب الثاني هو مذهب أرسطو و أتباعه من الطبعيين‌ [2] أنه إنما يحصل بانعكاس صورة المرئي بتوسّط الهواء المشفّ إلى الرطوبة الجليدية التي في العين و انطباعها في جزء منها، و ذلك الجزء زاوية رأس مخروط متوهّم لا وجود له أصلا، و قاعدته سطح المرئي و رأسه عند الباصرة. و لذلك يرى القريب أعظم من البعيد لأنّ الوتر الواحد كلّما قرب من النقطة التي خرج منها إليه خطان مستقيمان محيطان بزاوية كان أقصر ساقا فأوتر عند تلك النقطة زاوية أعظم، و كلّما بعد عنها كان أطول ساقا فأوتر عندها زاوية أصغر. و النفس إنّما تدرك الصّغر و الكبر في المرئي باعتبار تلك الزاوية،


[1] تتعلق (م).

[2] الطبيعيين (م، ع).

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 337
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست