responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 166

في المعنى الموضوع له، و ليس في الكلام مجاز لغوي، و إنما المجاز هو إثبات شي‌ء لشي‌ء ليس هو له، و على هذا هو عقلي كإثبات الإنبات للربيع. و الاستعارة بالكناية و التخييلية أمران معنويان، و هما فعلا المتكلم، و يتلازمان في الكلام لأن التخييلية يجب أن تكون قرينة للمكنية البتة، و هي يجب أن تكون قرينة للتخيلية البتة.

فائدة:

قال صاحب الأطول: و من غرائب السوانح و عجائب اللوائح أن الاستعارة بالكناية فيما بين الاستعارات معلومة مبنية على التشبيه المقلوب لكمال المبالغة في التشبيه، فهو أبلغ من المصرّحة، فكما أنّ قولنا السبع كالمنيّة تشبيه مقلوب يعود الغرض منه إلى المشبّه به، كذلك أنشبت المنية أظفارها استعارة مقلوبة استعير بعد تشبيه السبع بالمنية المنية للسبع الادعائي، و أريد بالمنية معناها بعد جعلها سبعا تنبيها على أنّ المنيّة بلغت في الاغتيال مرتبة ينبغي أن يستعار للسبع عنها اسمها دون العكس، فالمنية وضعت موضع السبع، لكن هذا على ما جرى عليه السكاكي.

و التحقيقية هي ما يكون المشبّه متحققا حسّا أو عقلا نحو: رأيت أسدا يرمي، فإنّ الأسد مستعار للرجل الشجاع و هو أمر متحقق حسّا، و نحو: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ‌ [1] أي الدين الحقّ و هو أمر متحقق عقلا لا حسّا. أما التخييلية فعند غير السكّاكي ما مرّ، و أما عند السكّاكي فهي استعارة لا تحقّق لمعناها حسّا و لا عقلا، بل معناها صورة وهمية محضة.

و لما كان عدم تحقّق المعنى لا حسّا و لا عقلا شاملا لما لم يتعلّق به توهّم أيضا أضرب عنه بقوله بل معناها إلخ، و المراد بالصورة ذو الصورة فإن الصورة جاءت بهذا المعنى أيضا.

و المراد بالوهمية ما يخترعه المتخيلة بأعمال الوهم إياه فإن للإنسان قوة لها تركيب المتفرّقات و تفريق المركّبات إذا استعملها العقل تسمّى مفكرة و إذا استعملها الوهم تسمّى متخيّلة. و لما كان حصول هذا المعنى المستعار له بأعمال الوهم سمّيت استعارة تخييلية، و من لم يعرفه قال المناسب حينئذ أن تسمّى توهمية، و عدّ التسمية بتخييلية من أمارات تعسّف السكّاكي و تفسيره، و إنما وصف الوهمية بقوله محضة أي لا يشوبها شي‌ء من التحقق الحسّي و العقليّ للفرق بينه و بين اعتبار السلف، فإن أظفار المنية عندهم أمر متحقق شابه توهّم الثبوت للمنية، و هناك اختلاط توهّم و تحقق بخلاف ما اعتبره فإنه أمر وهميّ محض لا تحقّق له لا باعتبار ذاته و لا باعتبار ثبوته، فتعريفه هذا صادق على لفظ مستعمل في صورة وهمية محضة من غير أن تجعل قرينة الاستعارة، بخلاف تفسير السلف و الخطيب فإنها لا تنفك عندهم عن الاستعارة بالكناية. و قد صرّح به حيث مثّل للتخييلية بأظفار المنية الشبيهة بالسبع أهلكت فلانا، و السلف و الخطيب إمّا أن ينكروا المثال و يجعلوه مصنوعا أو يجعلوا الأظفار ترشيحا لتشبيه لا استعارة تخييلية. و ردّ ما ذكره بأنه يقتضي أن يكون الترشيح استعارة تخييلية للزوم مثل ما ذكره فيه مع أنّ الترشيح ليس من المجاز و الاستعارة، و أجيب بأن الأمر الذي هو من خواصّ المشبّه به لمّا قرن في التخييلية بالمشبّه كالمنيّة مثلا حملناه على المجاز و جعلناه عبارة عن أمر متوهّم يمكن إثباته للمشبّه، و في الترشيح لمّا قرن بلفظ المشبّه به لم يحتج إلى ذلك لأنه جعل المشبّه به هو هذا المعنى مع لوازمه. فإذا قلنا: رأيت أسدا يفترس أقرانه و رأيت بحرا يتلاطم أمواجه، فالمشبه به هو


[1] الفاتحة/ 6.

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست