responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 165

اللازم للمشبّه استعارة تخييلية. ففي المثال المذكور الاستعارة بالكناية السبع المستعار للمنيّة الذي لم يذكر اعتمادا على أنّ إضافة الأظفار إلى المنيّة تدل على أن السبع مستعار لها.

و الاستعارة التخييلية إثبات الأظفار للمنية، فحينئذ وجه تسميتها بالمكنية و بالاستعارة بالكناية ظاهر لأنها استعارة بالمعنى المصطلح و متلبسة بالكناية بالمعنى اللغوي، أي الخفاء، و كذا تسميتها بالتخييلية لاستلزامها استعارة لازم المشبه به للمشبّه، و تخييل أنّ المشبّه من جنس المشبّه به. و ثانيها ما ذهب إليه السكّاكي صريحا حيث قال: الاستعارة بالكناية لفظ المشبّه المستعمل في المشبّه به ادعاء أي بادعاء أنه عينه بقرينة استعارة لفظ هو من لوازم المشبّه به بصورة متوهّمة متخيّلة شبيهة به أثبتت للمشبّه، فالمراد بالمنيّة عنده هو السبع بادعاء السبعية لها و إنكار أن تكون شيئا غير السبع بقرينة إضافة الأظفار التي من خواص السبع إليها. و لا خفاء في أن تسميتها بالاستعارة بالكناية أو المكنية غير ظاهر حينئذ، و في جعله إياها قسما من الاستعارة التي هي قسم من المجاز، و جعل إضافة الأظفار قرينة الاستعارة نظرا لأنّ لفظ المشبه فيها هو المستعمل في ما وضع له تحقيقا، و الاستعارة ليست كذلك. و اختار السكّاكي ردّ التبعية إلى المكني عنها بجعل قرينتها استعارة بالكناية و جعلها أي التبعية قرينة لها، على عكس ما ذكره القوم في مثل نطقت الحال من أنّ نطقت استعارة لدلّت و الحال قرينة لها. هذا و لكن في كون ذلك مختار السكاكي نظرا لأنه قال في آخر بحث الاستعارة التبعية:

هذا ما أمكن من تلخيص كلام الأصحاب في هذا الفصل، و لو أنهم جعلوا قسم الاستعارة التبعية من قسم الاستعارة بالكناية بأن قلبوا، فجعلوا في قولهم نطقت الحال هكذا الحال التي ذكرها عندهم قرينة الاستعارة بالتصريح استعارة بالكناية عن المتكلّم بواسطة المبالغة في التشبيه على مقتضى المقام، و جعلوا نسبة النطق إليه قرينة الاستعارة، كما تراهم في قولهم: و إذا المنيّة انشبت أظفارها، يجعلون المنيّة استعارة بالكناية عن السبع و يجعلون إثبات الأظفار لها قرينة الاستعارة لكان أقرب إلى الضبط فتدبر، انتهى كلامه. و هو صريح في أنه ردّ التبعية إلى المكْنية على قاعدة القوم، فحينئذ لا حاجة له إلى استعارة قرينة المكنية لشي‌ء حتى تبقى التبعية مع ذلك بحالها، و لا يتقلّل الأقسام بهذا أيضا.

فإن قلت لم يجعل السلف المكنية المشبّه المستعمل في المشبّه به كما اعتبره في هذا الرّدّ، فكيف يتأتى لك توجيه كلامه بأنّ ردّه على قاعدة السلف من غير أن يكون مختارا له؟

قلت: لا شبهة فيما ذكرنا و العهدة عليه في قوله، كما تراهم في قولهم: و إذا المنية أنشبت أظفارها، يجعلون المنية استعارة بالكناية، و لا يضرّنا فيما ذكرنا من توجيه كلامه.

و أما التخييلية عند السكاكي فما سيأتي.

و ثالثها ما ذهب إليه الخطيب و هي التشبيه المضمر في النفس الذي لم يذكر شي‌ء من أركانه سوى المشبّه و دل عليه أي على ذلك التشبيه بأن يثبت للمشبه أمر مختصّ بالمشبه به من غير أن يكون هناك أمر متحقق حسّا و عقلا يجري عليه اسم ذلك الأمر، و يسمّى إثبات ذلك الأمر استعارة تخييلية، و المراد بالتشبيه التشبيه اللغوي لا الاصطلاحي، فلا يردّ أن ذكر المشبّه به واجب البتة في التشبيه، و إنما قيل: و دلّ عليه الخ ليشتمل زيدا في جواب من يشبه الأسد؛ و على هذا التسمية بالاستعارة غير ظاهر و إن كان كونها كناية غير مخفي. و بالجملة ففي المكنية ثلاثة أقوال، و في التخييلية قولان: أحدهما قول السكاكي كما يجي‌ء، و الآخر قول غيره. و على هذا المذهب الثالث كلّ من لفظي الأظفار و المنيّة في المثال المذكور حقيقتان مستعملتان‌

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست