responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 161

عقليان.

الخامس استعارة معقول لمحسوس و الجامع عقلي نحو: إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ [1] المستعار منه التكبّر و هو عقلي و المستعار له كثرة الماء و هو حسّي، و الجامع الاستعلاء و هو عقلي أيضا. هذا هو الموافق لما ذكره السكاكي، و زاد الخطيب قسما سادسا و هو استعارة محسوس لمحسوس و الجامع مختلف بعضه حسّي و بعضه عقلي، كقولك رأيت شمسا و أنت تريد إنسانا كالشمس في حسن الطلعة و نباهة الشأن، فحسن الطلعة حسّي و نباهة الشأن عقلية و معنى الحسّي و العقلي قد مرّ في التشبيه الرابع باعتبار اللفظ إلى قسمين لأن اللفظ المستعار إن كان اسم جنس فاستعارة أصلية كأسد و قتل للشجاع و الضرب الشديد، و إلّا فاستعارة تبعية كالفعل و المشتقّات و سائر الحروف.

و المراد باسم الجنس ما دلّ على نفس الذّات الصالحة لأن تصدق على كثيرين من غير اعتبار وصف من الأوصاف، و المراد بالذات ما يستقلّ بالمفهومية. و قولنا من غير اعتبار وصف أي من غير اعتبار وصف متعلّق بهذا الذات فلا يتوهّم الإشكال بأنّ الفعل وصف و هو ملحوظ فدخل علم الجنس في حدّ اسم الجنس، و خرج العلم الشخصي و الصفات و أسماء الزمان و المكان و الآلة. ثم المراد باسم الجنس أعمّ من الحقيقي، و الحكمي أي المتأوّل باسم الجنس نحو حاتم فإن الاستعارة فيه أصلية، و فيه نظر لأن الحاتم مأوّل بالمتناهي في الجود فيكون متأوّلا بصفة، و قد استعير من مفهوم المتناهي في الجود لمن له كمال جود فيكون ملحقا بالتبعية دون الأصلية. و أجيب بأنّ مفهوم الحاتم و إن تضمّن نوع وصفية لكنه لم يصر به كليّا بل اشتهر ذاته المشخصة بوصف من الأوصاف خارج عن مدلوله كاشتهار الأجناس بأوصافها الخارجة عن مفهوماتها بخلاف الأسماء المشتقّة فإن المعاني المصدرية المعتبرة فيها داخلة في مفهوماتها الأصلية فلذلك كانت الأعلام المشتهرة بنوع وصفية ملحقة بأسماء الأجناس دون الصفات.

و الحاصل أنّ اسم الجنس يدلّ على ذات صالحة للموصوفية مشتهرة بمعنى يصلح أن يكون وجه الشبه، و كذا العلم إذا اشتهر بمعنى، فالاستعارة فيهما أصلية و الأفعال و الحروف لا تصلح للموصوفية و كذا المشتقات.

و إنما كانت استعارة الفعل و ما يشتق منه و الحرف تبعية لأنّ الفعل و المشتقات موضوعة بوضعين: وضع المادة و الهيئة فإذا كان في استعاراتها لا تتغير معاني الهيئات فلا وجه لاستعارة الهيئة، فالاستعارة فيها إنما هي باعتبار موادّها، فيستعار مصدرها ليستعار موادّها تبعية استعارة المصدر، و كذا إذا استعير الفعل باعتبار الزمان كما يعبر عن المستقبل بالماضي تكون تبعية لتشبيه الضّرب في المستقبل مثلا بالضرب في الماضي في تحقق الوقوع، فيستعار له ضرب، فاستعارة الهيئة ليست بتبعية استعارة المصدر، بل اللفظ بتمامه مستعار بتبعية استعارة الجزء، و كذا الحروف، فإن الاستعارة فيها تجري أولا في متعلق معناها و هو هاهنا ما يعبّر عنها به عند تفسير معانيها، كقولنا: من معناه الابتداء و إلى معناه الانتهاء نحو: فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَ حَزَناً [2] شبّه ترتّب العداوة و الحزن على الالتقاط بترتّب علته الغائية عليه، ثم استعير في المشبه اللّام الموضوعة


[1] الحاقة/ 11.

[2] القصص/ 8.

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست