responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 158

تكون بمعنى المصدر فيصحّ منه الاشتقاق، فالمتكلّم مستعير و اللفظ المشبّه به مستعار، و المعنى المشبّه به مستعار منه، و المعنى المشبّه مستعار له، هكذا في الأطول و أكثر كتب هذا الفن.

و زاد صاحب كشف البزدوي ما يقع به الاستعارة و هو الاتصال بين المحلّين لكن في الاتقان أركان الاستعارة ثلاثة: مستعار و هو اللفظ المشبّه به، و مستعار منه و هو اللفظ المشبّه، و مستعار له و هو المعنى الجامع. و في بعض الرسائل المستعار منه في الاستعارة بالكناية هو المشبّه على مذهب السكاكي انتهى.

ثم قال صاحب الاتقان بعد تعريف الاستعارة بما سبق، قال بعضهم: حقيقة الاستعارة أن تستعار الكلمة من شي‌ء معروف بها إلى شي‌ء لم يعرف بها، و حكمة ذلك إظهار الخفي و إيضاح الظاهر الذي ليس بجليّ، أو حصول المبالغة أو المجموع. مثال إظهار الخفي: وَ إِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ‌ [1] فإنّ حقيقته و إنّه في أصل الكتاب فاستعير لفظ الأم للأصل لأن الأولاد تنشأ من الأم كما تنشأ الفروع من الأصول، و حكمة ذلك تمثيل ما ليس بمرئي حتى يصير مرئيا فينتقل السامع من حدّ السّماع إلى حدّ العيان، و ذلك أبلغ في البيان. و مثال إيضاح ما ليس بجليّ ليصير جليّا: وَ اخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِ‌ [2] فإن المراد منه أمر الولد بالذلّ لوالديه رحمة فاستعير للذّلّ أولا جانب ثم للجانب جناح، أي اخفض جانب الذلّ أي اخفض جانبك ذلّا؛ و حكمة الاستعارة في هذا جعل ما ليس بمرئي مرئيا لأجل حسن البيان.

و لمّا كان المراد خفض جانب الولد للوالدين بحيث لا يبقى الولد من الذلّ لهما و الاستكانة متمكنا، احتيج في الاستعارة إلى ما هو أبلغ من الأولى، فاستعير لفظ الجناح لما فيه من المعاني التي لا تحصل من خفض الجانب، لأن من يميل جانبه إلى جهة السّفل أدنى ميل صدق عليه أنّه خفض جانبه، و المراد خفض يلصق الجنب بالأرض و لا يحصل ذلك إلّا بذكر الجناح كالطائر. و مثال المبالغة: وَ فَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً [3] أي فجّرنا عيون الأرض، و لو عبّر بذلك لم يكن فيه من المبالغة ما في الأول المشعر بأن الأرض كلها صارت عيونا. انتهى.

فائدة:

اختلفوا في الاستعارة أ هي مجاز لغوي أو عقلي، فالجمهور على أنها مجاز لغوي لكونها موضوعة للمشبّه به لا للمشبّه و لا لأعمّ منهما.

و قيل إنها مجاز عقلي لا بمعنى إسناد الفعل أو معناه إلى ما هو له بتأوّل، بل بمعنى أنّ التصرّف فيها في أمر عقلي لا لغوي لأنها لم تطلق على المشبّه إلّا بعد ادّعاء دخوله في جنس المشبّه به فكان استعمالها فيما وضعت له، لأن مجرد نقل الاسم لو كان استعارة لكانت الأعلام المنقولة كيزيد و يشكر استعارة، و ردّ بأن الادعاء لا يقتضي أن تكون مستعملة فيما وضعت له للعلم الضروري بأن الأسد مثلا موضوع للسبع المخصوص، و في صورة الاستعارة مستعمل في الرجل الشجاع، و تحقيق ذلك أنّ ادعاء دخوله في جنس المشبّه به مبني على أنه جعل أفراد الأسد بطريق التأويل قسمين: أحدهما المتعارف و هو الذي له غاية الجرأة و نهاية القوّة في مثل تلك الجثة و تلك الأنياب و المخالب إلى غير ذلك. و الثاني غير المتعارف و هو الذي له تلك‌


[1] الزخرف/ 4.

[2] الاسراء/ 24.

[3] القمر/ 12.

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست