responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 0  صفحه : 23

بالشرائع التي وضعها ... و كذلك إذا حدثت الفلسفة احتاج أهلها ضرورة إلى أن ينطقوا عن معان لم تكن عندهم معلومة قبل ذلك، فيفعلون فيها أحد ذينك» [1].

و مفاد عملية النطق بالمعاني الفلسفية استخدام ألفاظ مستحدثة تخصّ هذه المعاني، أو نقل أسماء قريبة الشبه في دلالاتها إلى هذه المعاني. و في الحالين اعطاء لفظ محدد لمعنى فلسفي محدّد [2]. إلا أنّ العملية هنا تتميّز فيها العربية بخصوصياتها اللسنية، في كونها غير قابلة على احداث قطع معرفي بين اللفظ و أصله أو جذره، فعلا أو مصدرا، سيرورة دلالية أو بنية معرفية مضمرة. فهي أشبه بتكوين عضوي منها إلى آلية.

و قيل بحسب ما يتابع الجرجاني في التعريفات: «و الاصطلاح إخراج الشي‌ء عن معنى لغوي إلى معنى آخر لبيان المراد». و هذا الأمر يشير إلى دخول مصطلحات الصوفية و بعض التعابير الفلسفية و الحكمية بمعانيها الخاصة، و إلباسها أسماء و ألفاظ عربية. و هذا الأمر حدث في العربية و ضمن التاريخ الاسلامي، و كان يحمل في باطنه اسقاطات لمعاني فارسية زرادشتية و مانوية، و لمعاني أفلاطونية محدثة ملفّقة من شوائب هرمسية و يونانية قديمة و غنوصية، بيد أن العاملين في المجال العقلي أو البياني تنبّهوا للمسألة و لفتوا النظر إليها.

ففي المجال البياني قيل: «لا يحل لأحد صرف لفظة معروفة المعنى في اللغة عن معناها الذي وضعت له في اللغة التي بها خاطبنا اللّه تعالى في القرآن، إلى معنى غير ما وضعت له، إلا أن يأتي نص قرآن أو كلام عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أو إجماع من علماء الأمة كلها على أنّها مصروفة عن ذلك المعنى إلى غيره، أو يوجب صرفها ضرورة حسن أو بديهة عقل ...» [3].

و في المجال العقلي لم يلبث ابن باجة (475- 533 ه) أن شرح بعد العقل الذي شقته التجربة المغربية العربية، فيذكر في (تدبير المتوحد)، أنّ التوحّد مميّز من التصوف. فالتوحّد سلوك عقلي يهدف إلى اكتساب المعرفة النظرية و مركز الإنسان فيه. إنّ الكشف الصوفي مجرّد و هم و حالة نفسية ناتجة عن تجنيد قوى النفس الثلاث‌


[1] الفارابي، كتاب الحروف، تحقيق محسن مهدي، بيروت، دار المشرق، 1970، ص 157.

[2] جهامي، جيرار، الاشكالية اللغوية في الفلسفة العربية، بيروت، دار المشرق، 1994، الفصل الأول.

[3] ابن حزم، الفصل في الملل و الأهواء و النحل، طبعة مصر، مجهول، ج 3، ص 50.

نام کتاب : كشاف اصطلاحات الفنون و العلوم نویسنده : التهانوي، محمد علي    جلد : 0  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست