يوجب بالضرورة وجود اللازم. أمّا نفي الملزوم و وجود اللازم، فلا
نتيجة لهما، بل هما من موازين الشيطان، و قد يزن به بعض أهل التعليم معرفته (غ، ق،
63، 17)- سمّيت الآخر ميزان التلازم، لأن أحد الأصلين يشتمل على جزءين، أحدهما
لازم و الآخر ملزوم، كقولك: «لو كان فيهما آلهة لفسدتا».
فإن قولك «لفسدتا» لازم، و الملزوم قولك «لو كان فيهما آلهة»؛ و لزمت
النتيجة من نفي اللازم (غ، ق، 67، 2)- المشبّه بالقبّان فهو ميزان التلازم، إذ أحد
طرفيه أطول من الآخر كثيرا. فإنك تقول: «لو كان بيع الغائب صحيحا، للزم بصريح
الإلزام»، و هذا أصل طويل مشتمل على جزءين، لازم و ملزوم؛ و الثاني هو قولك: «ليس
يلزم بصريح الإلزام»، و هذا أصل آخر أقصر منه، فكان أشبه بالرمّانة القصيرة
المقابلة لكفّة القبّان (غ، ق، 69، 6)
ميزان شيطان
- ميزان الشيطان ... (أن) الشيطان إنما يلبّس في الموازين بتكثير
الكلام فيه و تشويشه حتى لا يعلم منه موضع التلبيس (غ، ق، 74، 3)- «إن الحق إما أن
يعرف بالرأي المحض أو بالتعليم المحض. و إذا بطل أحدهما ثبت الآخر؛ و باطل أن يكون
مدركا بالرأي العقلي المحض، لتعارض العقول و المذاهب؛ فثبت أنه بالتعليم» ... هذا
وزن بميزان الشيطان الذي ألصقه بميزان التعاند. فإن إبطال أحد القسمين ينتج ثبوت
الآخر، و لكن بشرط أن تكون القسمة منحصرة لا منتشرة. و الشيطان يلبس المنتشرة
بالمنحصرة. و هذه منتشرة إذ ليست دائرة بين النفي و الإثبات، بل يمكن بينهما قسم
ثالث (غ، ق، 74، 21)