حتى اذا قرب المسير الى الحمى،
و دنا الرحيل الى الفضاء الاوسع-
سجعت، و قد كشف الغطاء، فأبصرت
ما ليس يدرك بالعيون الهجع،
و غدت مفارقة لكل مخلف
عنها، حليف الترب غير مشيع،
و بدت تغرد فوق ذروة شاهق،
و العلم يرفع كل من لم يرفع:
فلأي شيء أهبطت من شامخ
سام الى قعر الحضيض الأوضع؟
ان كان أرسلها الإله لحكمة
طويت عن الفطن اللبيب الأروع
فهبوطها- ان كان ضربة لازب-
لتكون سامعة بما لم تسمع،
و تعود عالمة بكل خفية
في العالمين، فخرقها لم يرقع.
و هي التي قطع الزمان طريقها
حتى لقد غربت بغير المطلع:
فكأنها برق تألق بالحمى،
ثم انطوى، فكأنه لم يلمع.