النفس
هبطت اليك من المحل الأرفع
ورقاء [1] ذات تعزز و تمنع،
محجوبة عن كل مقلة عارف،
و هي التي سفرت و لم تتبرقع.
وصلت على كره اليك، و ربما
كرهت فراقك، و هي ذات تفجع.
أنفت و ما أنست، فلما واصلت
ألفت مجاورة الخراب البلقع.
و أظنها نسيت عهودا بالحمى
و منازلا بفراقها لم تقنع-
حتى اذا اتصلت بهاء هبوطها
في [2] ميم مركزها بذات الأجرع-
علقت بها ثاء الثقيل، فأصبحت
- بين المعالم و الطلول الخضع-
تبكي اذا ذكرت ديارا بالحمى
بمدامع تهمي و لما تقطع.
و تظل ساجعة على الدمن التي
درست بتكرار الرياح الأربع،
اذ عاقها الشرك الكثيف، و صدها
قفص عن الأوج الفسيح المربع-
[1] الحمامة.
[2] نسخة: من.