يقول: و تنقسم الأسباب التي من داخل إلى‌ [1] التي تسمى واصلة، و هي القريبة الخاصة بالمرض الذي تنسب إليه، و لذلك قال فيما أحسب: و هي لهذه الضروب فاصلة أي تفصل ضروب الأمراض و أنواعها بعضها من بعض، و ذلك مثل‌ [2] العفونة [3] التي هي سبب الحرارة الغريبة، و إلى البعيدة و هي التي تسمى سابقة، مثل الامتلاء [4] الذي هو سبب السدد، و السدد سبب العفونة، و العفونة سبب الحمى، و خاصة السبب الواصل‌ [5] أعني القريب‌ [6]، أنه إذا ارتفع ارتفع المرض، و السابق بخلاف هذا، و لذلك ترتفع الحمى بارتفاع العفونة، و قد يرتفع الامتلاء، و لا ترتفع الحمى‌ [7].

يقول: و الأسباب بالجملة هي كل ما يفسد مزاج العضو بانصاب‌ [8] خلط إليه.

أسباب انصباب المادة

يقول: و أسباب انصباب الخلط من عضو إلى عضو أن تكون القوة الدافعة في العضو الذي يصب الخلط قوية، و تكون في العضو القابل ضعيفة، و الثاني كثرة الخلط في العضو الدافع، و الثالث سعة المجاري التي‌ [9] بين العضو الدافع و القابل، و الرابع‌ [10] ضعف القوة الدافعة في العضو القابل، و هو الذي عناه فيما أحسب بقوله‌ [11]: و ضعف الغاذية.

[1] ت:- إلى.

[2] ت:- مثل.

[3] ت: كالعفونة.

[4] ت: كالامتلاء.

[5] م: الداخل.

[6] ت: الغريب.

[7] م: العفونة.

[8] ت: بانصاب.

[9] ت: الذي.

[10] أ: و الدافع.

[11] م: عناه بقوله فيما أحسب.