المرض بالجملة هو هيئة في البدن تضر بالأفعال أو الانفعالات، و
الأعضاء المتشابهة [3]
الأجزاء هي التي اسم الكل منها و الجزء واحد، و لما كان المرض هيئة مضرة بالأفعال و
الانفعالات، و كانت الأعضاء منها متشابهة الأجزاء مثل اللحم و العظم، و ذلك أن جزء
العظم عظم، و منها مختلفة الأجزاء [4] و هي التي ليس اسم الجزء و الكل منها
[5] واحدا [6]
مثل اليد، فإن جزء اليد ليس بيد، وجب [7] أن تكون الهيئة التي هي المرض تنقسم أولا
[8] قسمين قسم يوجد في الأعضاء المتشابهة الأجزاء، و قسم يوجد في
الأعضاء المركبة. فهو يقول:
إن الأمراض التي توجد في الأعضاء المتشابهة
[9] الأجزاء قسمان: قسم ينسب إلى الكيفيات الأول من غير مادة، مثل
الحرارة، و هو الذي أراد بقوله [10]: بفضل حر [11] غير ذي فضول أي توجد الأمراض في الأعضاء المتشابهة الأجزاء [12] من قبل الحر الذي يكون خلوا من مادة
أعني خلوا من خلط، و ذلك كما قال كمرض [13] الدق [14]
و الذبول، فإن هذين المرضين هما حرارة من غير مادة، و الحرارة إذا حدثت في عضو من
البدن لم يكن لها اسم يخصها، و إذا حدثت في جميع البدن سميت [15] حمى، و هذه إن [16] كانت الحرارة منه في الأعضاء الأصلية
سميت دقا و ذبولا، و إن كانت في الأخلاط سميت حمى عفونة، و إن كانت في الأرواح
سميت حمى يوم (44/ أ).