نام کتاب : الألفاظ المستعملة في المنطق نویسنده : الفارابي، أبو نصر جلد : 1 صفحه : 100
و بالجملة فإنّه يتبيّن [1] أنّ قوّة الذهن التي حدّدناها
[2] في الكتاب الذي قبل هذا إنّما تحصل بالوقوف على هذه الأصناف التي
عدّدناها هاهنا.
(56) و المقاييس/ بالجملة هي أشياء ترتّب في الذهن ترتيبا ما متى
رتّبت ذلك الترتيب أشرف [بها الذهن] [3] لا محالة على شيء آخر قد كان يجهله من قبل فيعلمه الآن، و يحصل
حينئذ للذهن [4] انقياد لما أشرف عليه أنّه كما علمه.
و بيّن أنّ الأشياء التي ترتّب فيشرف
[5] بها الذهن على شيء كان يجهله قبل ذلك فيعلمه ليست [هي] ألفاظا
ترتَّب، إذ كان ما يشرف به الذهن بهذا الترتيب هو ترتيب أشياء [6] في الذهن، و الألفاظ إنّما ترتّب [7] على
[8] اللسان فقط.
و أيضا فإنّ الألفاظ لو أمكن أن ترتّب
[9] في النفس هذا الترتيب لكان الذي [إليه يتخطّى] [10] الذهن عمّا رتّب هذا الترتيب فيعرفه
هو [11] أيضا لفظ ما لا معنى معقول، إذ كان ما
يتخطّى إليه الذهن عن الذي رتّب هذا الترتيب له تعلّق
[12] بالأشياء التي رتّبت، و ليس يجوز متى رتّبت ألفاظ [13] وحدها بلا معنى
[14] يعتقد منها أن يتعلّق بها على التوالي و اضطرار [15] معنى معقول أصلا. و إذا [16] كان ما يتخطّى إليه الذهن عن الأشياء
التي رتّبت [17] معاني معقولة، و كانت [18] هذه ليس
[19] يمكن أن يتخطّى [20] إليها [21]
بألفاظ [22] [فقط] يسبق ترتيبها، فبالضرورة يلزم
أن تكون الأشياء المرتّبة السابقة ليست ألفاظا
[23].
و أيضا فإنّ الذهن لمّا كان إشرافه على [كلّ] شيء كان يجهله [من]
قبل