نام کتاب : رسالة في النفس و بقائها و معادها نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 81
منها مخالفة له [1][2] مقابلة، فتكون حينئذ منفصلة عن الخط، و للخط نهاية غيرها تلاقيها،
فتكون تلك النقطة نهاية الخط لا هذه [3]، و الكلام فيها و فى هذه النقطة واحد، و يؤدى هذا إلى أن تكون النقط
متشافعة [4] فى الخط، إمّا متناهية و إمّا غير
متناهية؛ و هذا أمر [5]
قد بان لنا فى مواضع أخرى استحالته. فقد بان أنّ النقط لا تتركب بتشافعها [6]، و بان أيضا أنّ النقطة لا يتميز [8] لها وضع خاص
[7]. و نشير إلى طرف منها فنقول: إنّ النقطتين حينئذ اللتين تطبقان
بنقطة واحدة من جنبتيها [9]
إمّا أن تكون هذه [10] النقطة المتوسطة تحجز بينهما فلا
تتماسان، فيلزم حينئذ فى البديهة العقلية الأولية أن تكون كل واحدة منهما تختص
بشيء من الوسطى تماسه، فتنقسم حينئذ الواسطة، و هذا محال. و إمّا أن تكون الوسطى
لا تحجز المكتنفتين عن التماس فحينئذ تكون الصورة المعقولة حالة فى جميع النقط، و
جميع النقط [11] كنقطة واحدة. و قد وضعنا هذه النقطة
الواحدة منفصلة عن الخط، فللخط من جهة ما ينفصل عنها طرف غيرها بها ينفصل عنها،
فتلك النقطة تكون مباينة [12]
لهذه فى الوضع، و قد وضعت النقط كلها مشتركة فى الوضع، هذا خلف. فقد بطل [13] أن يكون محل المعقولات من الجسم [14] شيئا غير منقسم، فبقى أن يكون محلها [15] من الجسم- إن كان محلها جسما- [16] شيئا منقسما.