responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة في النفس و بقائها و معادها نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 196

الثوانى إما بالفكرة و هى تعرّف ما فى هذه المعقولات الأول بالتأليف و التركيب، و إما بالحدس و هو تمثل الحد الأوسط فيها دفعة واحدة من غير فكر و تأمل. و أعنى بالحد الأوسط العلة الموجبة للتصديق بوجود شي‌ء أو عدمه، أى الدليل المعرّف للحكم. و هذا قد يكون عقيب طلب و شوق إلى حصول المعقولات، و قد يكون ابتداء من غير اشتياق و طلب.

و مهما حصل الدليل حصول المدلول لا محالة. ثم يحصل لها بهذه المعقولات المكتسبة هيئة و حالة تتهيأ بها لإحضار المعقولات متى شاءت من غير افتقار إلى اكتساب. و هذه الهيئة تسمى ملكة، و تلك القوة، فى هذه الحالة و بهذا الاعتبار تسمى عقلا بالفعل. و إذا كانت المعقولات حاصلة لها بالفعل مشاهدا متمثلا فيها سميت بهذا الاعتبار عقلا مستفادا.

و هذه النفس الناطقة جوهر قائم بذاته، غير منطبع فى بدن الإنسان، و لا فى غيره من الأجسام، بل هو مفارق للمواد و الأجسام مجرد عنها، و له علاقة ما ببدن الإنسان ما دام حيّا. و ليس تلك العلاقة كتعلق الشي‌ء بمحله، بل كتعلق مستعمل الآلة بالآلة. و هو حادث مع البدن لا قبله، و ليس يفسد بفساد البدن و موته بل يبقى كما كان، إلا أنه [تحصل له حالة تسمى عند ما] تنقطع علاقته عن البدن، أى بعد انقطاع العلاقة بالموت، سعادة و لذة، أو شقاوة و ألما.

و سعادته بتكميل جوهره، و ذلك بتزكيته بالعلم باللّه، و العمل للّه. و تزكيته بالعمل للّه هو تطهيره عن الأخلاق الرذيلة الردية، و تقويمه عن الصفات الذميمة و العادات السيئة القبيحة عقلا و شرعا، و تحليته بالعادات الحسنة و الأخلاق الحميدة و الملكات الفاضلة المرضية عقلا و شرعا. و أما تزكيته بالعلم للّه فتحصيل ملكة له، بها يتهيأ لإحضار المعقولات كلها متى شاء من غير افتقار إلى اكتساب، فتكون المعقولات كلها حاصلة له بالفعل، أو بالقوة القريبة غاية القرب من الفعل، فتصير النفس كمرآة صقيلة تنطبع فيها صور الأشياء كما هى عليها من غير اعوجاج، و مهما قوبلت بها بالتزكية العلمية تحصل ممارسة العلوم الحكمية النظرية.

نام کتاب : رسالة في النفس و بقائها و معادها نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست