نام کتاب : شرح عيون الحكمة نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 3 صفحه : 123
الى الاضافات. و انما قدم السلب على الاضافة، لأنه يكفى فى ذلك
المسلوب ذاته من حيث هو هو. و أما الاضافات فلا بد فى تحققها من غيره، و لأن
الاضافة لا توجد الا عند وجود المضافين، فما يكفى فيه ذات الشىء وحده، مقدم
بالمرتبة على ما لا بد فى حصوله مع ذات الشىء من ذات غيره. و لهذا السبب قدم ذكر
الجلال على ذكر الاكرام.
قال الشيخ: «و هذه الصفات له لأجل
اعتبار ذاته مأخوذا مع اضافة، و أما ذاته فلا تتكثر- كما علمت- بالأحوال و الصفات.
و لا يمتنع أن يكون له كثرة اضافات و كثرة سلوب»
التفسير: واجب الوجود لا بد و أن يكون موصوفا بالاضافات، لأنه مبدأ
لغيره. و كونه مبدأ لغيره إضافة بينه و بين غيره. و لقائل أن يقول:
الاضافة عند الحكماء موجودة فى الأعيان، فكونه مبدأ لغيره اضافة بينه
و بين غيره. و كونه متقدما على غيره و كونه باقيا بعد فناء غيره، اضافات فيلزم
القول بحدوث هذه الأعراض فى ذاته- سبحانه- و ذلك يقدح فى قولكم: انه يمتنع التغير
على صفاته. ثم نقول: و أيضا: كونه موصوفا بالسلوب. و ذلك لأن حقيقة (فانه) يجب سلب
كل ما عداها عنها.
فثبت: أنه سبحانه موصوف بالاضافات و السلوب. و أما أنه موصوف بسائر
الصفات، فقد زعموا: أنهم أقاموا الدلالة على نفيها. و اذا ظهرت هذه المقدمات،
فحينئذ ثبت: أن صفاته- سبحانه- محصورة فى الاضافات و السلوب.