نام کتاب : شرح عيون الحكمة نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 3 صفحه : 122
و لنرجع الى تفسير ألفاظ الكتاب:
أما قوله: و هو قادر الذات لهذا بعينه. فمعناه: أنه قادر الذات لأجل
انه عالم الذات. فانه لو ثبت أن المؤثر فى وجوب الممكنات، علم اللّه- تعالى- بها
كان علمه- تعالى- عين قدرته عليها. و أما قوله: لأنه مبدأ عالم بدخول الكل عنه و
تصور حقيقة الشىء اذا لم يحتج فى وجود تلك الحقيقة الى شىء غير نفس التصور يكون
العلم فى نفسه قدرة.
فاعلم أن هذا الكلام فى هذا الموضع: البحث فيه من وجهين:
الأول: أن هذا يجرى مجرى الاستدلال على أن قدرة اللّه تعالى هى عين
علمه. و ذلك لأنه لا يحتاج فى دخول الممكنات فى الوجود، الى أزيد من كونه سبحانه
عالما بها، فوجب أن تكون قدرته عليها، عين علمه بها.
و لقائل أن يقول: انكم ادعيتم أن قدرته تعالى على الأشياء، عين طمه
بالأشياء، و دللتم على ذلك بأن دخول الأشياء فى الوجود، يكفى فيه علمه تعالى بها.
و هذا اعادة للدعوى. فأين الدليل؟ فان اثبات الشىء بنفسه باطل.
الوجه [6]
الثاني: ان قوله: انه مبدأ عالم بوجود الكل عنه: تصريح بأنه كونه تعالى عالما بتلك
الأشياء، هو عين كونه مبدأ لها. و قد ذكرنا قبل هذا بسطرين: أن كونه تعالى عالما
بالأشياء هو عين كونه مبدأ لها.
و لا أدرى كيف اتفق لهذا الرجل فى هذا الكتاب الصغير الجمع بين
المتناقضات؟
المسألة الحادية عشر فى بيان أن صفاته تعالى محصورة فى أمرين:
السلوب و الاضافات
و اعلم: أن لفظ القرآن مشعر به. قال سبحانه:
«تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ»[7] فالجلال اشارة الى السلوب، و الاكرام اشارة