فأولى الأشياء بالوجود هي الجواهر ثمّ الأعراض. و الجواهر الّتي
ليست بأجسام أولى الجواهر بالوجود إلّا الهيولى؛ لأنّ هذه الجواهر ثلاثة: [1]:
هيولى، [2]: و صورة، [3]: و مفارق لا جسم و لا جزء جسم؛ و لا بدّ من وجوده، لأنّ
الجسم و أجزاءه معلولة و ينتهى إلى جوهر هو علّة غير مقارنة، بل مفارقة البتة.
فأوّل [1]
الموجودات في استحقاق الوجود الجوهر المفارق الغير المجسّم، ثمّ الصورة، ثمّ
الجسم، ثمّ الهيولى- و هي و إن كانت سببا للجسم فإنّها ليست بسبب يعطي الوجود، بل
هي محلّ لنيل الوجود، و للجسم وجودها و زيادة وجود الصّورة فيه الّتي هي أكمل منها-
ثمّ العرض. و في كلّ طبقة من هذه الطبقات جملة موجودات تتفاوت في الوجود.