أنّ علّة وجود العلّة هي المعلول أو كونه
[1] مع المعلول، بل كما أنّ العلّة إذا كانت علّة بالفعل لزم [2] عنها أن يكون
[3] المعلول؛ لأنّ المعلول يكون معها، كذلك الصّورة إذا كانت صورة
موجودة يلزم عنها أن تقوّم شيئا ذلك الشيء مقارن
[4] لذاتها، فكأنّ [5] ما يقوم شيئا بالفعل و يفيده الوجود منه ما يفيده و هو مباين، و
منه ما يفيده و هو ملاق و إن لم يكن جزءا منه، مثل الجوهر للعرض و المزاجات الّتي
تلزمها.
و بيّن [6]
بهذا [7] أن كلّ صورة توجد في مادّة مجسّمة
فبعلّة ما توجد.
أما الحادثة فذلك ظاهر فيها. و أمّا الملازمة للمادّة فلأنّ
الهيولى الجسمانية إنّما خصّصت بها لعلّة؛ و سنبيّن هذا أظهر
[8] في مواضع أخرى. و جملة هذه مباد للطبيعيات/DA
5 /.
التفسير:
قال- أيّده اللّه-: الغرض من هذا الكلام إثبات الفرق بين الذي يتقوّم
به الشيء، و بين الذي لا يفارقه. فالصورة [9] لا تفارق الهيولى، لا أنّ الهيولى علّة لوجودها، و لا كونها في
الهيولى علّة لوجودها، فإنّ المعلول لا يفارق العلّة و ليس علّة [10] لها؛ فما يقوّم الصّورة أمر مباين لها