و كما أنّه في ذاته أحقّ الأشياء باسم الحقّية و الصدقية [1] و سائر الأشياء لا تستحقّ ماهياتها
الوجود- كما علمت- و إنّما تستحقّه بالإضافة إلى الواجب الوجود لذاته، فهي في
أنفسها باطلة و به حقة و بالقياس إلى الوجه الذي يليه حاصلة، فلذلك قيل في الكتاب
الإلهي كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ[2]. و لنرجع إلى شرح ألفاظ الكتاب.
هذا نتيجة لما ذكر، و لا بدّ من إضافة
[7] شيء آخر إليه حتّى يتمّ هذا الكلام، و هي أن يقال: إنّ الواجب
الوجود وجوده لذاته، و إذا كان وجوده لذاته كان أولى باسم الحقّية من غيره.
قوله: «و قد يقال [أيضا] حقّ لما
[8] يكون الاعتقاد لوجوده صادقا».
معناه: أنّه يطلق اسم الحقية على الاعتقاد المطابق، و واجب الوجود