قال- أيّده اللّه-: اعلم أنّ هذا أصل كبير لهم، تتفرّع عليه مسائل؛ و
البرهان عليه هو: أنّه لو لم يكن واجب الوجود لذاته واجب الوجود في صفاته و جهاته،
لكان هو واجب الوجود من جهة و ممكن الوجود من جهة، و هذا محال، فذاك محال.
بيان الشرطية ظاهر. و بيان انتفاء التالي
[1] هو أنّ تلك الجهة إذا كانت ممكنة له كانت له تلك الجهة و لا تكون، و
حينئذ لا تكون ذاته كافية في ثبوتها له و سلبها عنه، و ذاته موقوفة على ثبوتها أو
سلبها، و ثبوتها و سلبها متوقّف على علّة وجودها أو علّة عدمها، و الموقوف على
الموقوف [2] على الغير موقوف عليه، فالواجب الوجود
لذاته متعلّق بالغير. و قد بان بطلان ذلك فثبت أنّ واجب الوجود لذاته واجب من جميع
جهاته.
فإن قيل: ما تعنون بقولكم: «إنّ واجب الوجود لذاته واجب من جميع
جهاته»؟
قلنا: نعني به أنّه يمتنع التغيّر في صفة من صفات واجب الوجود لذاته
و حاصل هذا البرهان جواز التغيّر على صفة من صفات الوجود