فهذه الحركة لا [2] تشبه سائر الحركات التي تطلب كمالا خارجا عنها، بل تكمل هذه الحركة
نفس المتحرك عنها بذاتها، لانها نفس استيفاء الاوضاع و الايون على التعاقب.
و بالجملة يجب أن يرجع الى ما فصلناه فيما سلف، حين بينا ان هذه
الحركة كيف تتبع التصور [3]
المتشوق، و هذه الحركة شبيهة بالثبات.
فان قال قائل: ان هذا القول يمنع من وجود العناية بالكائنات، و
التدبير المحكم الذي فيها؛ فانا سنذكر بعد [4] ما يزيل هذا [5] الاشكال، و يعرف ان [6] عناية البارى، عز و جل [7]، بالكل على أى سبيل هى، و أن عناية كل علة بما بعدها [8] على أى سبيل هى، و ان الكائنات التي
عندنا كيف العناية بها من المبادى الأول و الاسباب التي توسطها [9].
فقد اتضح بما أوضحناه: انه لا يجوز أن يكون شىء من العلل يستكمل [10] بالمعلول بالذات، الا بالعرض، و انها
لا تقصد فعلا لاجل المعلول، و ان كان يرضى به و يعلمه.