نام کتاب : النجاة نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 275
مستديرة، اذا لشكل [1] الطبيعى للبسيط [2] مستدير؛ فيجب أن يكون الكل [3] كرة واحدة.
ثم ان وجد عالم آخر؛ كان أيضا مستديرا، و وقع بينهما الخلاء ضرورة؛
فيكون فرض الممكن، و هو كون الاجسام على مقتضى طبائعها، قد لزم منه محال، و هو
وجود الخلاء؛ و محال أن يلزم ممكنا محال.
فبين من هذا، أنه لا يكون عالم آخر غير هذا العالم، بل العالم واحد.
و لانا لسنا فى أفقه، لانا نحن، فى حيز الاجسام التي من شانها أن
تتحرك بالاستقامة؛ فواجب أن يكون أفق العالم، حيث الجسم الذي من شأنه أن يتحرك على
الاستقامة. بل هو الجسم الذي بالقياس اليه، تكون جهات الحركات المستقيمة.
و هذا الجسم، يجب أن يكون بسيطا؛ لانه لو كان مركبا، كانت له أجزاء
منها ركب، و كانت قابلة للحركة [4] الى الاجتماع و الانفصال؛ و ذلك فى الاستقامة؛ و كان أيضا قد تقررت
الجهات قبله للبسائط. و هذا كله محال.
و اذا كان بسيطا، كانت أجزاؤه متشابهة، و أجزاء ما يلاقيه و أجزاء
مكانه كذلك؛ فلم يكن بعض [5] الاجزاء، أولى بأن يختص ببعض أجزاء المكان.
و بالجملة لم يكن بعض الاوضاع، أولى به من بعضها؛ و لم يجب أن يكون
شىء منها، له طبيعيا.
فانه لا يخلوا ما أن تختص [6] جزء من المتمكن، بذلك الجزء بعينه من