نام کتاب : المبدا و المعاد نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 92
الامتزاج فى الطبيعيات. فأوّل الحوادث هى الآثار العلويّة و الجمادات
المعدنيّة.
ثمّ إذا وقع امتزاج أقرب إلى الاعتدال حدث النبات، و أعطاها الجرم
السماوىّ التهيّؤ لقبول النفس النباتىّ، فقبلته إمّا منه و إمّا من العقل الفعال
فيحدث قوة التغذّي، و هى قوّة من شأنها أن تورد على البدن شبيها منه بتغييره لغير
الشبيه اليه، ثمّ يلصقه بالبدن ليسدّ به ما يؤثره التحلل، فيسلم به بقاء الشخص.
و تخدمها القوّة الجاذبة بهذا الشىء القابل للشبيه، و هو الغذاء. و
الهاضمة له حتّى يصير متحللا سريعا إلى قبول فعل الغاذية. و الماسكة له حتّى يتمّ
فيها فعل الهاضمة. و الدافعة للفضل الذي لا يتشبّه و لا ينهضم.
و تخدم هذه الأربعة الكيفيّات الأربع. فتعين الحرارة فيما يحتاج فيه
إلى تحليل و تحريك، و البرودة فيما يحتاج فيه إلى امساك و تسكين، و الرطوبة فيما
يحتاج فيه إلى ترقيق و تشكيل، و اليبوسة فيما يحتاج إلى تقويم و حفظ للتشكيل.
و دون الغاذية للنبات قوى اخرى تخدمها القوّة الغاذية. و هى القوّة
النامية. و هى التي من شأنها أن تصرف بالغذاء الصائر غذاء بالفعل فى تربية الجسم
النباتى طولا و عرضا و عمقا على تناسب يبلغ به كماله فى النشو و يقف عند منتهى
فعله. و تخدمه القوّة الغاذية.
ثمّ قوّة اخرى تنهض عند فتور النامية و تسمّى المولّدة، و هى التي من
شأنها أن تفرز جزءا من فضلة الغذاء من شأنه أن يتحرك إلى تكوين شبيه بالشخص الأوّل
و تخدمها قوّة التصوير فى تمام فعلها إذا حصل فى الرحم.
و القوّتان الأوليان توجدان فى كلّ نفس نباتيّة، و أمّا هذه فتوجد فى
الكامل من النبات و ربّما وجدت هذه القوّة بتمامها فى شخص واحد، و ربما انقسمت فى
شخصين، فكان أحدهما منه مبدأ القوّة الفاعلة و فى الآخر مبدأ القوّة المنفعلة، و
إذا اجتمعتا حصل حينئذ التوليد، و هذا أكثره فى الحيوان.
نام کتاب : المبدا و المعاد نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 92